13 سبتمبر 2025
تسجيلتستحق الكثير من القيادات الوطنية التي خدمت قطر لمسة وفاء منا نظير ما قدمت من جهود وإنجازات لا يمكن إغفالها سواء كانت في المنصب أو بعد خروجها منه. وهذا يدعونا جميعا أن نتذكر أمثال هؤلاء أثناء تأدية مهامهم القيادية عبر مسيرة طويلة من العطاء، سواء كان ذلك العطاء داخل المؤسسة أو خارجها. وان كنت أرى أن العطاء الحقيقي لكل من يخدم الوطن بإخلاص ستستمر مكانته ماثلة في قلوبنا ما حيينا. من هذه القيادات المخلصة التي خدمت التعليم بكل أمانة الأخت الفاضلة فوزية الخاطر الوكيل المساعد لوزارة التربية والتعليم لفترة امتدت لسنوات من البذل والتفوق في العمل، وأمثال هذه الشخصية يجب استثمارها في التربية قبل التعليم لخدمة أجيال اليوم وأجيال المستقبل مقارنة بالسيرة الذاتية المليئة بالصفحات المضيئة التي لا تعد ولا تحصى من خدمات في مجال التخطيط والتدريب والتأهيل، كلها انصبت في صالح العمل التربوي من أجل الارتقاء بأبناء وبنات قطر الغد. أتذكر من الجوانب المشرقة في حياة "فوزية الخاطر" أنها حصدت طوال السنوات الماضية العشرات من المبادرات الخلّاقة في مجالها المهم بجانب حرصها الشديد على تطوير نفسها حتى وصلت إلى أعلى المناصب بفضل اهتمامها برؤيتها الشخصية لقيادة العملية التعليمية عبر استراتيجيات مرنة ومعاصرة ساهمت في نشر الوعي داخل المجتمع القطري بنظرة عالمية. مع العمل على تهيئة بيئة معاصرة تواكب التحديات، مع قيادة برامج تعليمية هادفة تسير نحو الإبداع والتميز دون انقطاع. لقد عملت طوال مشوارها التعليمي على الاهتمام بالتطوير والحداثة من خلال العمل على إلهام وتشجيع فرق العمل نحو الابتكار والتغيير، فقد عملت في عدة مناصب قيادية منذ بداية حياتها بعد تخرجها من جامعة قطر (1988). بجانب حصولها على الدبلوم العالي في التربية (1998). وهذا ما أهلها لخوض غمار العملية التعليمية بكل نجاح وتفوق. فقد بدأت مع التدريس في بداياتها الأولى لعدة سنوات (1998 - 2000) حتى وصلت لمنصب مدير مكتب المدارس الخاصة عام 2008 م. ثم مساعد مديرة هيئة التعليم في المجلس الأعلى للتعليم عام 2012 م. ثم مديرة الهيئة عام 2014 م. وبعدها منصب وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية حتى مارس 2022 م. وشغلت بعض المهام الأخرى التي كانت تدعم مسيرة التعليم منها: مدير مكتب القسائم التعليمية ومسؤولة ضمان جودة هيئة التعليم في المجلس الأعلى ومسؤولة تقييم المدارس والاشراف على مراجعة المناهج وغيرها. بقي أن نعرف أن فوزية الخاطر أشرفت على الكثير من المشاريع التعليمية التي برزت داخل المجتمع تربويا وتعليميا منها الاشراف على افتتاح المدارس ذات الصبغة العالمية، وقيادة برامج التدريب والتطوير في الوزارة مع مشاركاتها الكثيرة في المؤتمرات العالمية، ومنها مؤتمرات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وكذلك لجنة مناقشة رسائل الماجستير في جامعة قطر. وقد شاركت - شخصيا - مع الأخت الفاضلة فوزية الخاطر من خلال ثلاث فعاليات تربوية وهي: - ندوة الدور التعليمي والإعلامي تجاه الجاليات في قطر ونظمها مركز حوار الأديان. - ندوة خاصة حول تطوير التعليم في قطر مشاركة جاسم سلطان ومحمد الكواري بإشراف ريما أبو خديجة. - ندوة وسائل الإعلام ونظرتها لما تلعبه وزارة التعليم والتعليم العالي مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين القطريين. * كلمة أخيرة: فوزية الخاطر أنموذج وطني مخلص في خدمة قطر، ومسيرتها كانت مليئة بالوفاء لأجيال اليوم في مجال التربية والتعليم، والبركة في القيادات الحالية التي - لا شك - أنها ستسير على نفس النهج على طريق التطوير والإبداع.