16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استقبال العاصمة الأردنية محمد دحلان القيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" منذ سنوات مضت بشكل رسمي في زيارة هي الأولى له منذ عدة سنوات أثار موجة جدل وتساؤلات دارت حول مسألتين، الأولى هي لماذا تستقبل عمان دحلان رسميا؟ والثانية هي هل استقباله رسميا كقيادي فلسطيني أم بصفته الحالية على أنه مستشار لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؟وطار في المشهد السياسي سؤال أكثر أهمية، هل الاستقبال الرسمي لدحلان يعكس فتورا في العلاقات بين الأردن الرسمي والسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، خاصة أن الرجل وصل إلى مطار عمان بطائرة خاصة وبرفقته بعض أركان حركة فتح المحسوبين على تياره السياسي؟دحلان ومنذ طرده من "فتح" بات بيدق الشطرنج الفلسطيني بيد بعض الحكام العرب، يستخدمونه وفقا لمصالحهم، ولتوازن القوى في المشهد الفلسطيني وبخاصة السياسي منه، فمرة يكون مرحبا به في القاهرة، وتارة في الأردن، وغالبا في الإمارات العربية حيث لا توجد هناك أي حظوة للرئيس الفلسطيني، ومن يلحظ المحطات العربية التي يطير إليها هذا الرجل حاملا معه هموم سلطته وشعبه تخلو من محطة أبو ظبي، أو دبي باعتبارها العاصمة الاقتصادية للدولة، ولا أحد يفهم أسباب حالة الجفاء بين عباس وحكام دولة الإمارات العربية.على قاعدة المصالح هذه، يرى المراقبون أن زيارة دحلان للأردن ليست بعيدة عما يدور في الفضاء السياسي المتصل بين عمان ورام الله، وأن كان هناك شيء تحت الرماد. صنّاع القرار الأردني يعلمون تماما حالة العداء القوي بين عباس ودحلان، وهي الحالة التي كيّفها الأخير إلى عداء شخصي، كما يسعى دائما لتسويقها للرأي العام الفلسطيني في كل عند كـل مناسبة، أو منعطف خطير تمر به القضية الفلسطينية، بينما ترى قيادات في حركة فتح أن قرار اللجنة المركزية للحركة المعتمد من اللجنة التنفيذية يتعدى ذلك إلى اتهامات لدحلان بالفساد وسوء الإدارة، والمساس بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني، وهو كذلك متهم بجرائم قتل، وملفات جنائية، منها سرقته مئات ملايين الدولارات من أموال الشعب وتهريبها إلى الخارج، بحسب الملفات لدى القضاء الفلسطيني.وحركيًا تتهمه أطر الحركة التنفيذية والتشريعية بتشكيل مراكز قوى، واتهام آخر جرى تداوله بشكل موسّع بأن له يد في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات عن طريق توصيل السم لطعامه الذي كان يصل مقر المقاطعة في رام الله خلال فترة حصار عرفات هناك عام 2001. لن يكون منطقيا أن يكون وجود دحلان في العاصمة عمّان هذه الأيام تلبية لجهود أردنية بإجراء مصالحة بينه وبين الرئيس عباس، فالإدارة الأردنية ومنذ سنوات نأت بنفسها عن الخلافات الفلسطينية الداخلية، فهي لم تتدخّل ولم يكن لها دور في أي مرحلة من مراحل الصراع والمماحكات بين قطبي الثنائية الفلسطينية فتح وحماس، ولم يصدر ما يوحي بأن عمّان قد تعمل على إعادة رأب الصدع بين تيارات فتحاوية متصارعة ومنها عقد لقاء عقد بين الرئيس عباس ودحلان، ووقف الحديث عن الماضي والاتهامات للحديث عن المستقبل، أي المستقبل المتعلق بالقضية الفلسطينية.كما أن المتتبع للأوضاع الداخلية لحركة فتح يلحظ غيابا شبه تام لسيرة دحلان، وإمكانية التصالح الحركي معه ومع تياره وأنصاره، وباتت النظرة السياسية له على أنه لم يعد قادرا على لعب دور في الحاضر أو المستقبل، بعد أن حرق كل أوراقه مع الرئيس عباس، وعليه فليس سرا ولا غائبا عن القيادة الأردنية من هو دحلان، وما الذي بات يشكّله في المشهد الفلسطيني سياسيا وشعبيا.وإلى الخميس المقبل..