18 سبتمبر 2025

تسجيل

المسرح العربي بين الطموح والتحديات ..أيام الشارقة نموذجًا (1)

07 أبريل 2016

إذا كانت المقولة القديمة هي "ابتسم أنت في الشارقة"، فإن الواقع الحالي يكمل تلك المقولة بـ"اغرق في الإبداع ما استطعت فأنت في مدينة أسلمت القيادة للإبداع الإنساني".الشارقة مدينة لا تنام إلا في أحضان المعرفة وفي شتى فنون المعرفة الإنسانية. هنا تجتمع خيوط الإبداع شعرًا ونثرًا. هنا احتفاء بالتراث والموسيقى والمعمار. ويأتي أبو الفنون.. المسرح، وهذا المهم الكبير يدعم مسيرة المسرح، ليس كمبدع فقط أسهم في رسم الشخوص واستحضر نماذجه كي يكون شاهدًا على صفحات التاريخ فقط، ولكن أيضًا كصرخة احتجاج ما كان يغلف تلك الأيام.. المسرح والقائد الملهم لمسيرتها عربيًا لا يتوانى أن يقول "نحن زائلون، ولكن البقاء والخلود للمسرح" ومن ينظر إلى خريطة الإبداع المسرحي يكتشف كيف أثمر هذا الدعم. فظهرت خلال سنوات قصار أسماء أصبحت علامات من علامات المسرح العربي. إسماعيل عبد الله، ناجي الحاي، عبد الله صالح، إبراهيم سالم، عمر غباش، سميرة أحمد، أحمد الجسمي، مرعي الحليان، حسن رجب، أحمد الأنصاري، محمد الغامري وعشرات الأسماء في مجال الكتابة والإخراج والتجسيد فوق خشبة المسرح.السنوات تمر، والإيمان يزداد بقيمة المسرح أبي الفنون، والدعم يأخذ صورًا شتى. ما هو مرتبط بالهيئة العربية للمسرح والخروج إلى العواصم العربية ومن ثم الاحتفاء بالمسرح. الإيمان بأن للمسرح المدرسي دورًا مؤثرًا ومؤطرًا في هذا الاتجاه وأنه الرافد الحقيقي. والاهتمام بالبحوث والدراسات والورش ودفع عجلة المسرح في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. ودعم المسارح في العديد من الأقطار. كل هذا قد حفز المبدع العربي أينما كان كي يكون جزءًا من هذا الإطار التكاملي باحثًا ومنقبًا ومساهمًا في الكتابة الإبداعية لكل الأجيال.هنا الشارقة.. مدينة تخلق تواجدها مع الإبداع، يكرم المبدع العربي أينما كان، وفي هذا العام حصد هذا التكريم فنان من أبناء وطني أسهم بدوره في تقديم بطاقة التعارف إلى الآخر. إنه الفنان القدير غانم السليطي، الناقد والكاتب، المخرج والممثل، ومن الإمارات الفنان عمر غباش. وسبق هؤلاء كوكبة من رموز المسرح العربي. السنوات مرت سراعًا فاحتضنت الشارقة الدورة (26) عبر عدد من الفعاليات. وإن كانت العروض المسرحية دائمًا ما تستحوذ على اهتمام الجماهير المتعطشة لرائحة الخشبة التي يعتليها نجوم اللعبة. نعم في مارس من كل عام تفتح الأنوار في مدينة الشارقة. ويتنفس المتلقي رائحة الإبداع. نعم للإبداع رائحة كما أن للمسرح خلودًا وسحرًا يغلف أيامها. إنها تظاهرة ينتظرها عشاق المسرح بكل شغف، تتعدد الرؤى والأفكار، هذا يتجه إلى الواقعية أو التجريب والآخر إلى الرمزية أو التعبيرية، هنا دفقة من شعور إبداعي قوامه سرد لرحلة ممتدة في عمر الزمن وهناك حكايات تسرد لم تخطر على الذاكرة. هنا احتكاك رؤى عربية وهناك إسهام باكتشاف جيل جديد يحمل رسالة المسرح إلى الأجيال القادمة، هنا وهنا وهناك حلقات لا تنقسم عراها وخلف كل هذا يقف جنود يتوارون خجلًا لأن الإيثار دأبهم. في كل حين يتواجدون دعمًا لعرس هم أصحابه ونحن أيضًا، سعادة عبد الله العويس، أحمد بورحيمة، عصام أبو القاسم وعشرات الأسماء الذين يشكلون حلقات وصل بين الحلم والحقيقة، الحلم باستمرار هذا العرس، والحقيقة أن هذا العرس سوف يستمر لأن قائد المسيرة يؤمن بدور وأهمية المسرح في حياة الشعوب. وأن المسرح مرآة لتطور المجتمع ونحن أحوج ما نكون إلى مسرح يطرح أحلامنا بغدٍ أكثر إشراقًا.