15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في كل عام تطل علينا بركات الأمطار وخيراتها فتروي البشر وأراضيهم ومزروعاتهم ، وفي الوقت ذاته تكشف عن عيوب في البنية التحتية، والأخطاء المتكررة في كل عام في مواجهة مشكلات تجمع مياه الأمطار، وعدم قدرة شبكات تصريف المياه من استيعاب مياه الامطار التي تتجمع في الشوارع، وبخاصة الداخلية فتحوّلها الى برك ومستنقعات وتجمعات مائية تتسبب في حدوث زحام واختناقات مرورية ووقوع الحوادث، لا سيما أن هذه التجمعات المائية لم تستثنِ الشوارع الحديثة التي أنشئت مؤخرًا، ويفترض أنها تحتوي على شبكات حديثة لتصريف المياه، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول جودة وقدرة هذه الشبكات في التعامل مع تجمعات مياه الأمطار.مع بداية فصل الشتاء من كل عام نتوقع أن تكون الهيئة العامة للأشغال "اشغال" والبلديات قد انجزت مشاريعها المتعلقة بحل هذه المشكلة المتداورة والمرحلة من عام الى آخر، لنعيش الحكاية ذاتها فتتحرك الصحافة ومعها صهاريج سحب المياه من الشوارع بسبب ضعف استيعاب المناهل وشبكة تصريف مياه الأمطار في هذه الشوارع ، حتى أن غالبية الشوارع الداخلية تفتقد الى وجود مثل هذه الشبكات، فتتراكم مياه الأمطار في موسمها فتضطر طواقم صهاريج سحب المياه العائدة للبلديات ولأشغال من القيام بهذه المهمة ، ولكن بالطبع هذا ليس الحل.في الاسبوع الأخير من الشهر المنصرم (مساء السبت حتى صباح الاثنين) هطلت أمطار الخير بغزارة على مدار 48 ساعة متواصلة، وشملت جميع مناطق الدولة لتكشف العيوب في مختلف الشوارع الرئيسية وحدوث تشققات فيها رغم حداثتها، والطرق الداخلية في جميع أحياء الدوحة وضواحيها وغلافها المحيط ،وكانت في الوقت ذاته تجربة لاختبار كفاءة ما تم انجازه في العديد من الشوارع من شبكات ونظم تصريف المياه، والأمرّ والأدهى أن مياه الأمطار أظهرت عيوب الدوارات ومفارق الشوارع فغرقت بالمياه لعدم وجود شبكات لتصريف المياه وعطلت انسيابية المرور ، ولم يفلح اسطول كامل من الصهاريج وتناكر المياه وحتى الاحتياطي منها الذي وضعته شؤون الخدمات ببلدية الدوحة من انقاذ الوضع السيء بسحب مياه الأمطار من مختلف مناطق الدوحة.ورغــم ان البنى التحتية في بعض المناطق حديثة الإنشاء إلا أن هطول الأمطار بشكل متواصل كشف تجمع المياه النقص الــكــبــيــر وغـــيـــاب امـــاكـــن تــصــريــف المـــيـــاه مـــا جــعــلــهــا تتجمع لفترات طويلة في تلك المناطق ، كما أن عدم تنظيف بعض أماكن تصريف المياه في وقت مبكّر أدى إلى تجمع المياه أيضا.مما لا شك فيه أن تأخير المشاريع المهمة التي تتمثل بإنشاء شبكات لتصريف مياه الامطار، هو أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار مشكلة تجمع مياه الامطار في المناطق وعلى الشوارع.إن استمرار تكرار الأخطاء والعيوب التي نراها بالشوارع وخاصة حديثة الانشاء، تشكل علامة استفهام كبيرة ولغزًا محيرًا، فلا بد من وضع آلية شاملة وسريعة للتعامل مع مياه الأمطار وكيفية تصريفها ، تتضمن صيانة شبكة تصريف المياه وتنظيفها من الرمال والأتربة وتوفير البدائل ومحاسبة المقصرين ، ومحاسبة المقاولين المخالفين ،، فأين "أشغال" والبلديات من هذه العيوب والأخطاء المتكررة ؟ . لنعترف أولا بوجود هذه العيوب في البنى التحتية ، وبخاصة شبكات تصريف مياه الأمطار ،لتتمكن الجهات المسؤولة من إصلاح مكمن الخلل، وعلاج المشكلة من جذورها حتى لا تتكرر العام المقبل، وربما الأعوام المقبلة.. نريد محاسبة المُقصرين وتغليظ العقوبات على المقاولين المُخالفين ، وبأن تستعد البلديات في وقت مبكّر لمواجهة موسم هطول الأمطار بكل امكانياتها ،ولا بد هنا من الاشادة ب"أشغال" والبلديات للجهود الكبيرة المبذولة كل عام لمواجهة هذه المشكلة ، فكل التقدير لهم ... والى الثلاثاء المقبل .