03 نوفمبر 2025

تسجيل

الكوريون بين طبول الحرب ونغمات جونج موري

07 أبريل 2013

ما يجري في الطرف الجنوبي الشرقي من العالم الآن من تصاعد النزاع التاريخي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية ووصول لهجة التهديد الكورية إلى حدودها القصوى بضرب الأراضي والقواعد الأمريكية بالقنابل والصواريخ النووية لا يخفف من روعنا هنا في المنطقة. فهذا المستوى من التهديدات المتبادلة بين طرفي النزاع الممتد منذ أكثر من 60 عاماً وولدته التحالفات بين المعسكرين التقليديين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية وخضوع اليابان لمعسكر الولايات المتحدة لتظل شبه الجزيرة الكورية هكذا محل صراع وتنافس بين قوى العالم بعد شطر الجزيرة إلى دولتين كوريتين وتلاشي إمبراطوريتها التي قامت في الفترة ما بين " 1897- 1910 ". عموماً التهديدات التي أطلقها " كيم جونج أون " الرئيس الكوري الشمالي الشاب الذي يصفه عضو الكونجرس الأمريكي بيتر كينج بالوحشي أباً عن جد كما يصف نظامه الحاكم في كوريا الشمالية بأنه نوع من أسر الجريمة المنظمة التي تدير إقليماً. وبينما الحصار والعزل العالمي الذي تتزعمه الولايات المتحدة على ذلك الإقليم مستمر وبشتى السبل التي فأقمت الصراع المستعر منذ العام 1950م حتى بعد توقيع هدنة الحرب الكورية عام 1953م إلا أن الحصار لم يجد نفعاً فتتوالى المناورات والتجارب النووية وتتعالى التهديدات من ذلك الكيان الشيوعي المحض محملة على الرؤوس نووية الخطرة " وبالمناسبة هناك عدة تسميات للصراع مع كوريا سوى أن البيت الأبيض يسميه بـ " النزاع الكوري " تحاشياً لتداخلات في القرار السياسي بين الكونجرس والبيت الأبيض وهو ما يخلق نوعاً من الشك في تاريخية ومصداقية العداء مع الشمال الكوري والذي ولد من رحم النفوذ الياباني على المنطقة هناك. المهم هنا ما يعنينا نحن في الشرق الأوسط هذه المنطقة المحمومة بهذا الغليان والصراعات المستمرة منذ تاريخ بعيد وتغذيها جملة مصالح وإيديولوجيات متضادة ناهيك عن الأهمية الإستراتيجية للمنطقة وما تحويه من ثروات منوعة ربما تُجر عنوة إلى عمق ذلك الصراع المحتدم الآن والذي ينذر العالم أجمع بمواجهات مثيرة وخطيرة تستخدم فيها تقنيات العالم وترساناته النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل. أما كيف سنُجر نحن العرب وعموم منطقتنا إلى الحرب الكورية القادمة فهناك العديد من السيناريوهات المحتملة التي تفترض انشغال الولايات المتحدة بالمواجهة مع الشمال الكوري مما يعطي لإسرائيل فرصة التوسع وربما التدخل في دول أخرى كما سيكون الحال متاحاً أمام إيران للتوسع وتنفيذ جملة من أجنداتها في المنطقة. أيضاً قد تدخل إشكاليات المنطقة وظروفها مابين الأوضاع السورية والقضية الفلسطينية وبرنامج التسلح النووي الإيراني ضمن المساومات حول تلك الحرب التي لو اندلعت فربما سيجر اقتصاد العالم أجمع لتدهور كبير خاصة أن هناك جملة من المصالح والاتفاقيات بين دول شرق آسيا ومنطقتنا العربية ترتبط بشكل كبير بمواردنا ومداخيل بلداننا. كما أن حرباً بتلك الشراسة والعدوانية بين طرفين وصل العداء بينهم ذروته مع تهور واضح في الجانب الكوري الشمالي ممثلاً في زعيمه الشاب قد يكون لها آثار بيئية وأخرى صحية على العالم أجمع وهو ما يسميه البعض بالحرب العالمية الثالثة أو الحرب الكونية الأخيرة التي تبيد وتفني معظم البشرية. ومع قرع طبول الحرب على إيقاعات كورية هذه المرة دون أن تأخذ السياسة مجراها في حقن ما يمكن حقنه من الدماء والآثار فربما يكون تحت الأكمة ما تحتها من عجائب الأمور فيهبط مستوى التهديد إلى ما دون الخطر في بضعة أيام بمجرد صفقات أو اتفاقيات منافع تُعقد في الكواليس وربما تمول من دول تسبح في الفلك الأمريكي وبالطبع سيكون الشريك الروسي حاضراً ومثله الصيني لتقاسم كعكة الموسم بروح الرضا وليهدأ عنفوان الشاب" كيم كونج أون " استعداداً لجولة أخرى من الكر والفر مستمتعاً بنغمات الـ " جونج موري جانج دان " التي يعزفها الكوريون عادة في شطري الجزيرة بثاً لحماس العقلانية وثقافتها.