27 أكتوبر 2025

تسجيل

حيّا الله من شرفنا

07 مارس 2024

ما هي إلا ساعات ويقدم علينا ضيف عزيز كريم وأي ضيف هذا، ضيف بهي الطلعة، مؤنس الجلسة، يحرك القلوب والمشاعر، ويهذب التصرفات والأفعال والعادات التي اعتدنا عليها طوال العام، ويبعث في النفس الطمأنينة والراحة، ويقوي العلاقات ويربطها بالله تعالى. ضيف خفيف الظل وليس بثقيل أبداً، ضيف يصحب معه الخيرات والعطايا والهدايا والجوائز من أول يوم يدخل علينا إلى أن يغادر ويرحل عنا. ضيف يذكرنا بجميل الأخلاق والصفات وكيف نعيش معها، ويغرس فينا القيم وكيف نحسن التعامل معها، ويحمل لنا الرسائل الإيمانية والتربوية التهذيبية، وما هذا الضيف إلا ضيف خير ومدرسة متكاملة في جميع المجالات. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة». فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم معلم الأمة الخير كيف يكون مع هذا الضيف العزيز. وكيف لا نستبشر بهذا الضيف العزيز ونفرح بقدومه علينا، فهذا فضل من الله تعالى علينا، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). فكم فيك أيها الضيف من خيرات! وكم فيك أيها الضيف من مباهج وأفراح! وكم فيك أيها الضيف من جمال! وكم فيك أيها الضيف من تغيير لنا إذا أحسنا التعامل معك! وكم فيك أيها الضيف من تذكير لنا لنكون مع ربنا سبحانه وتعالى! (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ). وكم فيك أيها الضيف من فأل ومساحات أمل والتغيير والعودة للحياة بأجمل صورها وفق شرع الله تعالى! وكم فيك أيها الضيف من تحفيز لنا على العطاء! وإنك أيها الضيف العزيز لتذكرنا بأهلنا في غزة العزة على وجه الخصوص وبكل أرض فلسطين المباركة-حفظهم الله- لنكون معهم إنفاقاً وعطاءً دون توقف، فهذا الضيف يحثنا على ذلك. والكيس الفطن فينا من يستقبل ويبادر هذا الضيف بكل حفاوة وترحيب بأحسن ضيافة، ويستمتع ويأنس بصحبته وما يفيضه من خيرات وجمال في الليل والنهار طوال إقامته بيننا، ويبتعد كل البعد عن كل ما يسيء إليه ويغضب هذا الضيف الغالي، «رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له، قُلْ: آمين، فقلتُ: آمين،...». «ومضة» فأنعم وأكرم بهذا الضيف الغالي!.