18 سبتمبر 2025
تسجيلعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا. أو قال شيئا ".كم تعلّمنا هذه السيرة دروساً عملية حية لحركة حياتنا بعيدة عن المثالية أو التكلف أو التنطع أو الصراخ وحُسن المعاملة. فـ " على رسلكما " تعزز فينا ألا نستعجل في إساءة الظن بالآخرين مهما كان الظرف والموقف، وتقطع على الشيطان أن يدخل فيفسد العلاقات سواء من أقرب المقربين إليك أو من أصدقائك وأحبابك، وأن التريث في إطلاق الأحكام والتهم على الآخرين قيمة تستوجب منا الحرص والتنبه سواء في العلاقات الشخصية وحتى في العمل بألا نسترسل في تشويه سمعة موظف أو مسؤول أو هدم ما بناه بعد ما رحل عن مؤسسته وجيء بجديد. وما انكسرت مؤسسات إلاّ يوم أن نسيت وغفلت عن قيمة " على رسلكما "، وما انتشرت الشائعات في مجتمع ما وبين أفراده وعلى مواقع التواصل الاجتماعي إلاّ يوم أن وضعت قيمة " على رسلكما " وراء ظهرها، وما انهدمت أسر وتشرد أفرادها إلاّ يوم أن فرّط أحدهما أو كلاهما بقيمة " على رسلكما "، وما الكيد لأهل الصلاح والإصلاح وبناة الخير ودعاة الإحسان إلاّ يوم أن سيطر الشيطان والهوى والكبر والغرور والعنجهية وبطانة السوء والفساد وعدم سماع النصح من الآخرين وقتل قيمة " على رسلكما " في النفوس وغُيّبت عن التفكير السليم الصحيح الرشيد وقدّم (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إلاّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إلاّ سَبِيلَ الرَّشَادِ) هكذا هم. وما انتشر سوء الظن والإساءة بالآخرين وقدمهما على كل شيء إلاّ يوم أن نحيّنا قيمة " على رسلكما " على جنب والبعض منا قد دفنها. فإحياء قيمة " على رسلكما " ضرورة مجتمعية ومطلب أخلاقي قيمي. " ومضة "كم هي سيرتك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيمة تعلّمنا وترشدنا وتعزز فينا وتنبهنا إلى كل ما هو خير وصلاح ونفع على مستوى الفرد والمجتمع والأمة بل والإنسانية، قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) " فتأمل " على رسلكما "!.