11 سبتمبر 2025
تسجيلأهداني الصديق الكاتب والمخرج المسرحي صالح المناعي آخر أعماله المسرحية "أم حمار" وابارك للحراك عودة المسرحي القطري الذي غاب فترة ليست بالقصيرة وأقول لأبو أحمد.. عودة حميدة.. "أم حمار" جزء من حكاية شعبية قديمة.. وهي جزء من خرافة كانت تشكل تهديداً لبراءة الطفولة، وما أكثر الحكايات والخرافات عبر خريطة العالم، ومع أن العالم مليء بالأساطير وحكايات الجن والعفاريت والمخلوقات الأخرى، كما أن لكل مجتمع حكاياه.. إلا أن هناك حكايات عالمية وإن كان الاختلاف وارداً في بعض الجزئيات مثل بودرياه والحذاء الذهبي وقد عالج كتابنا في إطار المسرح الحكايتين كلتهما عبر الرميحي والمناعي، كما أن الرميحي قد طرح تيمة أم حمار، وحماره القايلة وغيرها في بعض نصوصه، أما الكاتب المسرحي فيعود إلى ذات الحكاية.. أم حمار.. ويمارس لعبة قديمة قوامها استحضار خرافة قديمة.. وطرح إشكالية ما، هذه الاشكالية قوامها، استغلال الخوف من أجل المصالح الخاصة، الركيزة هنا بعث الخوف في النفوس، نفوس البسطاء من الناس عبر خلق وهم يساهم الآخرون في صنعه من أجل مصلحة قوة ما، قوة السلطة.. قوة المال والجاه.. لا يهم، المهم من أجل قوة تمارس سلطاتها على البسطاء. الكاتب حر فيما يطرح، وله الخيار، وهنا لجأ إلى الماضي وإلى فترة ما قبل النفط، ولعبة النوخذا وخدمة وحشمة المتعاونين معه جزء من تكملة عناصر الفعل الممسرح، وأيضاً يكون بالمقابل هناك صراع بين العقل أولاً وبين الجهل أو تغير الواقع عبر الدجل وزرع الخرافة في المجتمع، نعم هناك شخصيات ترتمي في أحضان الخرافة وشخصيات واعية ومدركة لا تؤمن بهذا الإطار الهش وهنا نجد الغلبة للمنطق، نعم هنا صراع الرغبات.. كل يريد مصالحه الآنية، من يريد الارتباط بفتاة ما.. ومن يريد الثروة، ومن يستغل سذاجة الإنسان البسيط.. ولكن، اللعبة أبعد من استحضار حكاية شعبية خرافية، قوامها "أم حمار".الحكاية أبعد بكثير.. إنها لحظة مكاشفة في النهاية بين المصالح والغايات والأهداف، ولكن جعل الكذب قصير، وللموضوع بقية.