17 سبتمبر 2025

تسجيل

القيادات اليمنية ومستقبل الوطن

07 مارس 2014

الوضع في اليمن في مرحلة حرجة جداً والسبب هو مواقف الساسة اليمنيين تجاه بلادهم. حيث إن هؤلاء لا يستشعرون المسؤولية من حيث تصعيد الأحداث. فنرى الرئيس السابق ومعه الإعلام الموالي له ينتقم من خصومه بكل الوسائل وكذلك من أقربائه. وكان الأولى للرئيس السابق أن يترك بصمة طيبة، فقد ابتلاه الله بالحكم والآن في هذه السن والظروف كان الأولى أن يتفرغ للأوضاع الإنسانية وأعمال الخير والمصالحة بين الناس وجمع الشمل وتقديم مثال ونموذج عربي متميز يسجله التاريخ وألا يلتفت إلى الصراعات الجانبية ولا ينخدع بمن يريدون ابتزازه لأمواله من الإعلاميين والمشايخ والساسة العاطلين الذين لا يهمهم إلا المال ويخدعونه للابتزاز ولا يدلونه على الطريق الصحيح. وكذلك زملاءه علي سالم البيض وعلي ناصر محمد اللذين تحاربوا في 13 يناير وظلوا على خلاف، واليوم اتفقا على مصالحة آنية وليست صادقة والقلوب مليئة بأشياء أخرى، وكان الواجب أن يستفيدوا من الماضي ويعطوا الفرصة للآخرين، ولكن حب شهوة السلطة. وأعجبني محسن العيني عندما قال عند تشكيل حكومة الانفصال في 94 أن هذه لو قامت بعد الاستقلال لم نكن بحاجة إلى هذه الحروب والدمار والخسائر.مشكلة القيادات السياسية اليمنية أنها تنظر إلى مصالحها الذاتية وإلى الشهرة وخداع المرافقين والمحيطين بهم. ولا ينظروا بعين العقل والمصلحة ولكن للحاجة الآنية والعواطف ودون النظر إلى النتائج الناجمة عن ذلك. يعرف السيد علي سالم البيض والمهندس حيدر أبوبكر العطاس وعلي ناصر وغيرهم أن المنطقة اليوم غير حرب 1990، حرب الخليج، حيث كانت هناك ردة فعل ضد موقف علي عبدالله صالح وأنهم فشلوا في حرب 94 وخرجوا ومن قبلهم علي ناصر بعد فشل تجربته في 13 يناير. ويجب وبكل شجاعة إن فشل الإنسان وأخطأ في تجربة مثلما يفعل الغربيون، أن يعتزلوا الأوضاع وبشجاعة. تغير النظام السابق وبقيت آثاره بلا شك، والناس تحتاج إلى التغيير، والرئيس الجديد لم يعط فرصة للإصلاح وكان بإمكان السيد علي ناصر أن يمد يده لعبد ربه منصور هادي ويقدم له الخبرة والتجربة ويساعده على الإصلاح وإخراج الأمة من مأزقها وأن البلاد ستنجر إلى حروب أهلية وأن هناك مخططات دولية تشمل اليمن كجزء من المنطقة والعراق وسوريا وليبيا ومصر والسودان جزء من المنظومة. وأن يتقوا الله في خداع الأمة وتضليلها بالمن والسلوى والجنة الموعودة.ها هم الصومال انفصل الشمال عن الجنوب فماذا هي النتيجة وها هي تجربة أرتيريا ماذا حصل بعد حكم أفورتي. إثيوبيا بأحسن ما يكون للأفضل، وأرتيريا أنتم أعلم بما فيها وما يعانيه شعبها وكذلك جنوب السودان وحروب مشار وسلفاكير وأبيي. وستستمر أوضاع اليمن إلى حدود وجماعات وصراعات وستحكم الجنوب والشمال من عصابات وإرهاب وحروب لا نهاية لها. ولن يربح أو يكسب أحد.. الكل خاسر وإيران بعد أن تحقق أهدافها ستترك الجميع الذين استخدمتهم وتقول لهم شكراً أديتم المهمة.فكروا بالأمة والشعب مسلم عربي وأخوة وساعدوا الرئيس هادي للخروج من الأزمة وأصلحوا الأخطاء والممارسات واتركوا هذه الكلمات غير اللائقة التي تتنافى مع ديننا وأخلاقنا وعروبتنا.. شمال جنوب دحابشة احتلال.. هذه الثقافة لعب بالنار ستحرق الجميع وابدأوا بمصالحة حقيقية وأصلحوا الأخطاء واجعلوا الأجيال القادمة تدعو لكم بالخير. ويا جماعة ضعوا بقع وعلامات بيضاء مرة واحدة في حياتكم، والأمور لا تتحمل والبلاد تخسر، والقبول بالمشاركة وإصلاح الأوضاع أفضل الحلول وانشروا الحب والإخاء بين شعب واحد واهتموا بقضية الأمة فلسطين والقدس وتفرغوا لدعم هذا الشعب المظلوم وقدموا مشروعاً حضارياً لأمتكم وانظروا ما يجري حولكم ولا تعودوا بنا إلى الخلف.