17 سبتمبر 2025

تسجيل

كي لا تتحول البطاقات الائتمانية إلى نقمة

07 مارس 2012

تعتبر بطاقات الائتمان والصراف الآلي ثمرة التطور الهائل في عالم الاتصالات وكذلك للتطور الكبير في الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك والمصارف الإسلامية في مختلف بقاع العالم فهذه الثورة الهائلة في عالم الاتصالات جعلت مسألة الحصول على النقد من أي بقعة في العالم في متناول اليد بكل بساطة وسرعة وسهولة وأمان وعلينا أيضاً الاعتراف بالجميل لمختلف البنوك والمصارف الإسلامية كذلك على تجاوبها الكبير في توفير بطاقات الائتمان مستفيدة من هذه الثورة الهائلة في عالم الاتصالات لتقدم لنا العديد من الخدمات المصرفية من خلال بطاقات الائتمان والتي باتت توفرها للجمهور أيضاً بمنتهى السهولة واليسر وبأقل التكاليف وأحيانا من دون أي تكاليف. حيث بات أمر الحصول على النقد وحتى في منتصف الليالي أو حيثما نتجول في هذا العالم متوفرا وعلى مدار الساعة وأصبح موضوع التسوق والشراء أيضاً بمنتهى السهولة واليسر من مختلف أماكن التسوق والشراء بدلا من حمل الأموال النقدية والتجوال بها من مكان تسوق إلى آخر وبهذا قللت على حامليها من مخاطر ضياع أو فقدان أو سرقة الأموال النقدية وبكل تأكيد أسعفتنا ووفرت لنا الأموال اللازمة للشراء بالرغم بأنه قد تكون جيوبنا فارغة من النقد في ذلك المكان والزمان. ووفرت بطاقات الائتمان للعديد من حامليها تسهيلات ائتمانية بحيث يستطيع المرء أن يحصل على سقف مالي يستطيع أن يستعمله كيفما يشاء ويسدده على شكل نسب مئوية شهرية من تلك المبالغ المسحوبة أو من قيمة تلك المشتريات وبهذا فإن بطاقات الائتمان تقدم لنا المساعدة في توفير ما نرغب به في أوقات قد نحتاج إلى النقد أو الشراء أو تقضيه حاجة مالية ملحة أو تحقيق رغباتنا في سهرة ممتعة أو في قضاء إجازة لراحة البال والاستجمام أو في حلحلة عقدة مالية قد تواجهنا. وبهذا فإن البطاقات الائتمانية لعبت دورا محوريا ورائدا في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني والعالمي من خلال تسيير وتسهيل عمليات الشراء والبيع وتوفير الأموال لقضاء مختلف الاحتياجات الضرورية والكمالية ووفرت لنا متعة الشراء والتسوق وكذلك دفع ما علينا من فواتير هواتف أو كهرباء أو ماء أو خلافه عبر الإنترنت بقدر هائل من الأمان وقلة المخاطرة وبهذا فبطاقات الائتمان قدمت خدمات رائدة لمختلف اقتصاديات الدول في العالم واختصرت المسافات والوقت وبهذا أسهمت في تطور ونمو الحركة التجارية والاستثمارية بمختلف مناحيها وفي مختلف بقاع العالم. وتشير تقارير إلى أن حجم التعاملات المالية عبر البطاقات الائتمانية بمئات الملايين من الدولارات عبر العالم وهي في تسارع شديد باتجاه الزيادة سواء في حجم التجارة والتعاملات المالية أو من خلال زيادة عدد حامليها من رجال ونساء وحتى أطفال بمختلف الأعمار. ونظرا لشدة المنافسة فيما بين البنوك والمصارف لاستقدام عملاء جدد فإن أمر الحصول على هذه البطاقات أصبح أكثر يسرا وسهولة وأقل تعقيدا من أي وقت مضى وبات بإمكان أي شخص أن يحصل على عدة بطاقات ائتمانية وبأبسط الشروط وبأعلى السقوف المالية لدرجة أنه في تركيا على سبيل المثال تقدم البطاقات الائتمانية على قارعة الطريق لكل من يرغب وبأسرع وقت ممكن وبدون أي تكاليف مالية تذكر. ولكن مع كل ما تقدم فإن البطاقات قد تسبب لمن يسيء استعمالها العديد من المشاكل المالية وقد تؤدي بحاملها إلى السجن إن لم يتحكم في رغباته والركض وراء حمى الشراء والإنفاق والتصرف إلا مسؤول فيما لا يملك من المال أو في تراكم الديون وفوائدها ومن ثم عدم القدرة على السداد وبالتالي تتحول البطاقات الائتمانية في هذه الحالة من نعمة إلى نقمة على صاحبها إن لم يحسن استعمالها ويسيطر على رغباته في شراء ما يلزم وما لا يلزم من دون حسن الإدارة والتخطيط لما توفره له البطاقات من أموال حيث بعدها لا ينفع الندم.