18 سبتمبر 2025
تسجيللا شك أن هذه الأمة التي لا تزال فيها الخيرية توجد بها عناصر ذات تميز ولكنها تحتاج إلى من يكتشفها ويتحدث عنها ويشجعها، خاصة أن بعضهم لا يحب أن يتسابق إلى أجهزة الإعلام ويستعرض أمام الناس مواهبه، ولكن يبقى هؤلاء مجهولين. فمثلاً الأستاذة الفاضلة مريم بلعاليه التي تتميز بأداء مهني متميز تستحق منا أن نتحدث عنها، إذ أنها متخصصة وعملت في عدة قنوات كالجزائرية الثالثة والرأي والصباح الكويتية وفي القناة التركية. هذه المدرسة الإعلامية المتميزة لما امتازت به من فصاحة وبلاغة تدفع إلى أن تتحدث عنها بأعمق من ذلك، فهي ذات أخلاق ومعرفة وثقافة، تشرفت بمقابلتها ورأيت فيها التواضع والمعرفة وحسن الأخلاق والفراسة ولها مستقبل مشرق، إذ أن الإنسان الذي يريد أن يكون له المستقبل لا ينظر للمظاهر الكاذبة ولا يقوم بالاستعجال والطموح القاتل ويحترم الآخرين، فوجدتها صورة نموذجية راقية للإعلام المنشود. وهي من أفضل القبائل الجزائرية الأمازيغ وأصولهم عربية يمنية وهناك تقارب بين اليمنيين والأمازيغ في اللهجات والتقاليد والملابس والحلى، وقد أكد القاضي عبدالله الشماصي مستنداً بالأدلة لأصولهم العربية اليمنية إلا أن اختلاط القبائل ببعضها جعل الناس لا يعرفون الحقائق ولا شك أن الاستعمار الفرنسي ودوره في القضاء على الهوية العربية والإسلامية بالجزائر قد حاول التأثير على بعض المثقفين من خلال سياسة فرق تسد في خلق أزمة ما يسمى بالأمازيغية وهم أفضل العرب نسبياً ويكفي اعتزازهم بالإسلام وفصاحتهم، فالأعراق الجزائرية الأخرى عاشوا مع إخوانهم الأمازيغ اليمنيين الأصل حسب الروايات المعتمدة واختلطوا بهم، إلا أن الأستاذة القديرة ذات الحسب والنسب مريم بلعاليه بفصاحتها وأخلاقها العربية مما يؤكد ذلك اليمنية الأصل المنتسبة لحمير ولسانها دليل واضح وبها من صفات هؤلاء فإن الصفات والعادات تتوارث ولا تنتهي. وأجدادها وآباؤها دافعوا عن الإسلام واعتزوا به ورفعوا رايته، خاصة ابن باديس العالم المشهور وقاوموا الاستعمار وقدموا الشهداء. لذا، فإن مثل مريم بلعاليه هو رد على الاستعمار الفرنسي وأنصاره أضف إلى اعتزازها بنسبها الأصيل، وأجدادها لهم تاريخ أصيل في الجزائر من حيث مقاومة المستعمر ونشر الإسلام والحفاظ عليه وعلى كتاب الله والحفاظ على اللغة العربية. فمن حق الجزائر والعرب أن يفخروا بمذيعتهم المتميزة وأن نعرف الجزائر تاريخا ثريا، فالعزة والكرامة والصفات الحميدة والغيرة والفصاحة عند الجزائريين دليل على ذلك ولو قرأنا جيداً ذلك لعرفنا الحقيقة، ومحاولات الاستعمار الذي أراد القضاء على الهوية العربية الإسلامية للجزائر وأراد خلق مشكلة من العدم يجب أن نفوت عليه مثل هذه الفرصة، فالجزائريون مسلمون مائة في المائة وفيهم غيرة ولولا ذلك لما قدموا مليون شهيد ولما ظلوا رموزا وفيهم أبطال مثل ابن باديس وعبدالقادر والبشير الإبراهيمي وغيرهم. وإني إذ أؤكد أن اعتزاز الجزائريين بإسلامهم وفصاحة بلاغتهم ولسانهم من أمثال مريم بلعاليه واضح لا يحتاج إلى دليل وهي ذات أصول كما يذكر المؤرخون وتاريخ أسرتها شاهد ولو قرأنا ما كتبه الذهبي وابن خلدون والكلبي وغيرهم وكذلك الشماحي رحمه الله، وممن كتبوا في أسر قريش وغيرها المهاجرة عن طريق مصر دليل على ما أقول. أهنئ جريدة الشرق القطرية على سبقها الصحفي في تقرير ليلى شعلان في 9/10/2010م، وأضيف هذه المعلومات التي حصلت عليها وربما غيره يعرف أكثر، ولكن تواضع الأستاذة مريم يجعلها لا تتكلم عن نسبها وتاريخها فهي لا تحب الظهور، فالأمازيغ هم أفضل الناس صدقاً وديناً وأصلاً. هنيئاً لقناة الجزيرة، وهنيئاً للجميع، واسأل الله أن يوفقها ويبارك جهودها وإبداعاتها وأن توفق لخدمة الإسلام والمسلمين والقضايا الإنسانية، مواقفها الوطنية والعروبية شاهد حقيقي. وقد قلت مرة لصديق جزائري إن فصاحة الجزائريين وبلاغتهم رد على جهود فرنسا وغيرها، ومهما حاول الفرانكفونيون والمستعربون اللعب على ورقة الأعراق وخلق قصص وحواديت لإثناء الجزائر عن دورها القيادي التاريخي، فأنا أقول ستظل الجزائر شامخة بعمالقتها وأبنائها وهم مسلمون يعتزون بإسلامهم وعروبتهم وهويتهم وآن الأوان لأن يعرف الجميع أن الجزائر تاريخ، وصدق من قال شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتمي، فالجزائري لا يفرق بين العروبة والإسلام وهما اسمان بشيء واحد وليس ما يفهمه قاصرو النظر من الشعوبيين أو المتفرنسين، فالجزائريون بكل فروعهم وأعراقهم هم العروبة والإسلام ولا ينكر أحد دورهم في هذا الصدد وستظل الجزائر قلعة العروبة والإسلام الشامخة وتاريخها المجيد وإني لأفخر وأعتز بفصاحة أبناء الجزائر وتميزهم بهذا الجانب فهو الشاهد على أنهم العروبة والإسلام وصدق المؤرخون على الهجرات واللسان شاهد.