13 سبتمبر 2025
تسجيل• اسبوعان ونحن نحايل الغضب أن يهدأ في صدورنا، اسبوعان ونحن نستجدي النوم أن يزور أجفاننا، اسبوعان ونحن نرجو، ونتحايل، ونستجدي، لكن النوم يأبى أن يعطف على تعبنا فالجرح غائر، والسكين الخسيسة قطعت كل الشرايين، والرصاصة نفذت من الصدر الطاهر إلى القلب، والشباب مسجى يلفظ آخر أنفاسه في أحضان اشقائه الواحد تلو الآخر ليهجم علينا حزن ووجع لا قبل لنا على ردهما! وسقط من سقط من ورودنا الندية، ووقف باقي الشباب وقفة سنديان شامخ يحرسون المداخل والثورة الفتية، لا يهم برد قارس ولا جوع، ولا جروح مازالت خضراء لم تطاوع الإلتئام، الأهم مصر، الأهم أن تتعافى مصر، الأهم أن تقف مصر. هز الشباب البديع الدنيا بثورة بكر، نظيفة، غير ملوثة، لا تنتمي لحزب، أو فئة أو أجندة، لا تتطلع إلى كرسي، أو منصب، أو سلطة، أو مكسب، خرج الشباب ليقولوا (لا) فترصدهم الرصاص ليقول (نعم) ولتصل العالم كله رسالة مضرجه بالدم، دمهم المعترض على كل المقلوب، على ضياع العدل، على الانتخابات المزورة، ومجلس الشعب المزور، وقانون الطوارئ الجائر، والبطالة، والفقر، والفساد، وأمراض مجتمع فتكت بجسد الأمة الواهن، ومصر تئن بينما الشرفاء يتعذبون! • وتتوالى الأوجاع لنقرأ أن ميزانية الأمن في مصر 20 مليارا! السؤال النار "أمن من"؟ وماذا فعل هذا الأمن للشباب المسالم في مسيرته؟ فعل الكثير! دهسهم بعربات الأمن المركزي على مرأى العالم في وحشية غير مسبوقة! أفرغ السجون واقسام الشرطة من المجرمين، ومسجلي الخطر، والبلطجية واطلقهم مع الشرطة السرية بالجمال والاحصنة والسيوف والشوم، وزجاجات المولوتوف، والأسلحة البيضاء في أبشع هجمة لترويع واصابة المتظاهرين وتفريعهم في مساومة مفضوحة بين الأمن وبقاء النظام! ما معنى أن يهاجم البلطجية المتظاهرين وعندما يستنجدون بالجيش يقول لهم نحن لا نتدخل نحن نقف على الحياد! أي حياد الذي يجعل رجل الجيش أو الشرطة يقف متفرجا على مجزرة ولا يتدخل؟ وكيف تختفي الشرطة في غياب مريب وتترك فريق البلطجية يفتك بمظاهرة سلمته؟ كيف تترك الرعاع والمجرمين والقناصين يقتنصون الشباب من فوق اسطح البنايات والفنادق بدم بارد؟ إذا سمينا الاسماء بمسمياتها، فلهذا المشهد المتوحش معنى واحد وهو تواطؤ الشرطة السرية في كل أعمال الإرهاب والترويع والحرق والقتل وقد كشف عن ذلك كله البطاقات الشخصية التي وجدها الشباب بحوزة من وقع في أيديهم ومن تم احتجازهم واستنطاقهم ممن خلعوا ملابسهم العسكرية واستبدلوها بمدنية واندسوا للتخريب والقتل انحيازاً لأصحاب المصالح في بقاء النظام والذين اغدقوا عليهم ليكونوا مجرمين بامتياز!! • وتتوالى الأخبار الموجعة في خبر يقول: إن النائب العام تحفظ على أموال قائمة من اسماء الذين تضخمت ثرواتهم تمهيداً لمحاسبتهم! والسؤال المضحك هل يتصور حضرة النائب العام أن أموال (الحرامية) مازالت نائمة في بنوك مصر؟ لقد طارت يا سيدنا مع عائلاتهم، وحقائبهم، وممتلكاتهم المهربة إلى بلاد بره، ولا عزاء للشرفاء الذين كانوا "يتسولون من حكومة نظيف رغيف، بس رغيف"!! * أغرب ما قاله د. أحمد رامي (صيدلي) على قناة الجزيرة أمس انه رأى بام عينيه البلطجية وهم يقبضون على الجرحى الذين ينقلهم الإسعاف خارجين من ميدان التحرير وهم في طريقهم للمستشفيات ليسلموهم للشرطة ليكونوا قيد الاعتقال! ولكم ان تتصوروا جرحى قيد الاعتقال وما يمكن ان ينالهم من عذاب من أجل عيون النظام! * يبدو أن هناك استقتالا لوأد الثورة من كل صاحب مصلحة في وجود النظام واستمراره لكن من بوسعه أن يوقف ثورة شباب أرضه لم تعرف القيد، ولا خفضت إلا لباريها الجبينا، من بوسعه أن يوقف ثورة يقول ورودها شبابها.. إرفع كل رايات النصر.. إحنا شباب حنحرر مصر. * يقولون في العراء والبرد القارس صامدون وان متنا جميعا حتى تلبية كل مطالبنا، وأولها رحيل مبارك، ونقول إذا كان النيل النبيل يجهش كل يوم بالبكاء حزنا على نزيف مصر فإن شبابنا لؤلؤ الأعماق قادم وهو يعد بأن يكفكف النيل، دمعه وتشرق ضحكته وهو يرى مصر تستعيد عافيتها، وألقها، وشبابها وكرامتها. * يقولون ثورتنا هزت النظام وجعلته يتنازل، ويتفاوض، بل ويترنح، ونقول هل اقتربت شواطئ الأمان أم مازال بيننا وبين الأمان مزيد من دم شباب مصر البواسل؟ * يبدو أن الظلام يشتد لينبثق النور أبهى