13 سبتمبر 2025
تسجيللا شك أن الصورة الذهنية للإسلام العقائدي حول العالم قد تضررت بشدة جراء حادثة القنصلية أواخر عام 2018، فلا يخفى على القاصي والداني أن تلك الصورة قد أصابها التشوه بفعل الآلة الإعلامية الغربية الجبارة التي تلعب على الأخطاء التي وقع بها المسلمون فضلاً عن الشبهات المغرضة التي تقع من العسل بمنزلة السم الممزوج. للأسف تتواتر الأحداث في المحيط الاسلامي والعربي بأحداث تؤيد وتؤكد ذات الصورة الذهنية التي يروج لها الغرب، ولما كان حال المسلمين اجمالاً حول العالم يقبع في ذيل الأمم حيث ان مساهماتهم في ركب الحضارة العالمية ضعيف للغاية علمياً وثقافياً وتكنولوجياً ولا يتناسب أبداً مع ما يملكونه من موارد طبيعية عديدة حباهم الله تعالى بها، هذا التدني يؤكد تلك الصورة المشوهة التي يتداولها الاعلام الغربي عن المسلمين. لكن ماهية تلك الصورة الذهنية للمسلم عامة والعربي خاصة لدى الغربيين والتي نجدها واضحة مجسدة في وسائل الاعلام المختلفة خاصة أفلام السينما، هي صورة لكائن عشوائي همجي متملق كاذب غير متحضر خبيث النفس يتميز بقسوة القلب ولا يهمه إلا بطنه وفرجه. ومن هنا جاء حادث القنصلية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تلك الصورة السلبية بكل حذافيرها بل ورفع هذا الانطباع لديهم من طبقة الشعوب وصولاً الى طبقة الحكام، ولا يعلم إلا الله كم تضرر المسلمون بعد تلك الحادثة وكم من الغربيين بدل تعاطفه مع الإسلام، ولا شك أن تأثير تلك الواقعة سوف يؤدي الى زيادة شيوع النظرة العنصرية تجاه المسلمين في أوروبا وأمريكا وما يتبعها من أحداث عنف وكراهية ضد المسلمين. لكن هل تلك الصورة المحبوكة صحيحة، بالطبع لا، وذلك لسببين أولهما أن الله تعالى قد وضع في دين الاسلام قوة ذاتية تحفظه الى قيام الساعة متمثلة في اعجاز القرآن الكريم واعجاز الفرائض والعبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج علاوة على اعجاز السنة النبوية وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أما ثاني الأسباب فهو أن الإسلام لم يخل من بعض الفضلاء النابهين الذين يرى غير المسلم فيهم أخلاق الإسلام الحق المبين فتأثروا بهم وكانت البداية الى اعتناق الدين الحنيف. اذا ما هو السبيل الى تغيير تلك الصورة النمطية للمسلم عندهم، أرى أن التعامل بأخلاق الدين الحنيف كفيل بتغيير تلك الصورة حتى ولو كان غرضهم خبيثا فسوف يجبرهم ما يرونه على أرض الواقع الى تغيير بضاعتهم والبحث عن طريق آخر لبث سمومهم.