29 أكتوبر 2025

تسجيل

الإرهاب وازدواجية المعايير !!

07 يناير 2016

إذا كان التاريخ يعيد نفسه فما أشبه الليلة بالبارحة، ونحن عندما نقرأ قراءة واعية ونبحث في استكناه حقائق هذا التاريخ؛ فإننا نقف في محطة الحياة على السكة السليمة بخبرة ودراية ونعبر إلى بر الأمان ولا نضيع شيئاً من مقدساتنا ونخرم حرماتنا وأعلامنا.. لو قرأنا التاريخ ما ضاعت القدس وضاعت من قبلها الحمراءُ..وكما كان اليهود والروم كذلك فإن أغلب حلفائهم من الروافض كانوا وصاروا أشد وأنكى استهدافاً للمسلمين، قديماً وحديثاً، فإن الذي تابع تداعيات الإعدام التي شملت الرمز الشيعي السعودي ذا الولاء الإيراني (نمر باقر النمر) الذي تسبب بتفاقم التوتر بين السعودية وإيران وقد ينذر بتصاعد الانفجار بين السنة والشيعة في منطقتنا، سيما أن الأمر قد يكون مدبراَ بعد أن تدفق عناصر الباسيج في طهران ومشهد وأحرقوا السفارة والقنصلية ونهبوا محتوياتهما بما فيهما الوثائق الرسمية دون أن تعمل الحكومة على حمايتها منتهكةً حقوق البعثات الدبلوماسية باسم ما سمّوه ظلماً وزوراً ( الثورة الإيرانية)، ولكن المهم لدينا أن نعلم أن منطقتنا التي تمر على صفائح ساخنة قد باتت على اشتعال اللهيب أقرب، ليحرق الأخضر واليابس نتيجة هيمنة نسبة ضئيلة في العالم استقوت بالصهاينة الذين يدفعون الغرب عموماً وأمريكا خصوصاً لإنجاز المؤامرة الخبيثة ضد المسلمين بالتعاون اللامحدود مع هؤلاء الروافض لخيانة الله والوطن والظاهر والمضمر في سبيل أن يكونوا حكاماً آمرين ناهين في مختلف المواقع، وبرمي الحديد والنار حتى على طائفتهم من عرقهم كما حدث في الثورة الخضراء في إيران، ومن هنا فإننا نجزم أنْ لا تطرف ولا إرهاب يوازي الذي تشعله إيران اليوم منذ ثورتها، وإذا عدنا إلى الماضي فإننا نذكّر بالاجتياح المغولي للعراق وبلاد المشرق حيث قاد هولاكو عام ( 656 هـ- 1265م) الجيوش الضخمة مستعيناً بالوزير الشيعي في الخلافة العباسية- وهو من أبناء العلماء- وقد بقي في الحكومة 14عاماً وخان العباد كما هم الكثيرون من أضرابه الطائفيين اليوم، فنكب البلاد وأطمع التتار كما ذكر المفسر والمؤرخ ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية 4/305-307 ) وذلك ليقيم خليفة من الفاطميين ويظهر بدعة الرافضة، فجرت المذابح وقُتل القضاة والعلماء السنّة ثم قُتل الأطفال والنساء والمشايخ والكهول حتى جرت الميازيب من الدماء في الأزقة وراح ضحيتها مليونا نفس في أربعين يوماً حتى صار القتلى في بغداد كالتلول وتغيّر الهواء من الوباء فسرى إلى بلاد الشام ومات خلق كثير وتفاقم الغلاء والفناء.. تماماً كما يحدث اليوم في سورية والعراق، ونسأل الله أن يقينا الأعظم.أليس قد عرض أحد الآباء في (مضايا) الشامية سيارته للبيع مقابل بعض الأرز وحليب الأطفال فلم يشترِ أحد حيث لا مال ولا طعام حتى مات أكثرهم، فأين الدين والغيرة والمروءة ؟! أين الجامعة العربية المهترئة والأوهن من بيت العنكبوت! أليس قد أحرق الروافض الناس في (ديالى) بالعراق وهم أحياء واعتدوا على الأعراض وهم يدّعون الديمقراطية، اللهم بل أدهى وأمرّ من اليهود والغربيين والروس. وواحزناه من دموع التماسيح! وإن ما فعله "ابن العلقمي" الخائن هو ما فعله آية الله العظمى علي السيستاني في مساعدة الأمريكان على احتلال العراق كما سجّل (بول بريمر) الحاكم الأمريكي في مذكّراته (عام قضيته في العراق) حيث أصدر فتواه وتوجيهه بعدم مقاومة المحتل؛ فالشيعة غير الشرفاء يختلفون عن الشرفاء في حرب تحرير العراق من الإنكليز عام ( 1920م) إذاً هم ليسوا سواء، ولكن يظل الأكثرون منهم اليوم هم الذين يصرّون على تكفير وشتم الصحابة الكرام- الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه- وخصوصاً أبا بكر وعمر وعائشة أم المؤمنين! واقرأ كتاب (حقائق وشبهات حول السنة والشيعة)، لمحمد عمارة من ص 34-69 ففيها فضائح عجيبة. هذا وقد جرّب قبلنا العثمانيون ذلك زمن السلطان مراد الرابع عام ( 1623م) في معاهدة (قصر شيرين) مع الإيرانيين التي كان من بنودها الأهم أن يرتدع الصفويون عن لعن الخلفاء الراشدين وعائشة رضي الله عنهم كما ذكر الدكتور حسين مجيب المصري في كتابه (معجم الدولة العثمانية ص 8) ولذلك أكد الرئيس التركي أردوغان رفضه أمس، شتم الصحابة وإهانتهم، وعقّب على إعدام (النمر) بفضح ازدواجية المعايير حيث لم يتحرك العالم حتى اليوم بعدما صدر قرار إعدام الرئيس المنتخب محمد مرسي.. ولذلك نقول للعرب والمسلمين في العالم أجمع صبراً صبراً ( فعند الصباح يحمد الناس السُّرى) أي بعد المشقة في الليل يرون هناءة الصباح.