30 أكتوبر 2025

تسجيل

إسرائيل تسرق أعضاء الشهداء

07 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); سلّمت سلطات الاحتلال أخيرا، وبعد مماحكات ومقايضات ومضايقات، جثامين معظم شهداء (انتفاضة القدس)، بينهم جثامين 6 أطفال، محتجزين منذ بداية تشرين أول/أكتوبر، وتبقى لدى الاحتلال الإسرائيلي عدد آخر من الجثامين الطاهرة.الإفراج عن هذه الدفعة من الجثامين الطاهرة.. تعمّدت السلطات المحتلة الإفراج عنها، وتسليمها إلى ذويهم خلال الأيام الماطرة هذه، وتساقط الثلوج، مشترطة كذلك بأن يتم الدفن ليلا، ليكون مانعا لخروج جنازات كبيرة للمشيعين من أهل رام الله والبيرة والخليل إلى مقابر الشهداء للدفن في مثواهم الأخير، بينما قررت مخابرات الاحتلال تسليم جثامين 4 شهداء مقدسيين، بشرط "دفنهم خارج حدود الجدار الفاصل"، في منطقتي عناتا وكفر عقب ،وإيداع مبلغ مالي قيمته 5 آلاف شيقل لضمان تنفيذ الشروط، وفي حال موافقة العائلات على مكان الدفن سيتم تسليم الجثامين، لكن عائلات الفتية الشهداء هرفضوا ذه الشروط، بحسب محامي مؤسسة الضمير محمد محمود.هناك شبه ترتقي إلى وجود جريمة إنسانية بشعة، بحق جثامين الشهداء الفلسطينيين، وراء حجزها هذه المدد الطويلة في ثلاجات تحت درجات التجميد، وهي ممارسة لا أخلاقية ولا إنسانية، ومخالفة فاضحة للقوانين، والمواثيق، والأعراف الدولية، والأديان السماوية، وأن الهدف من ذلك هو إلحاق أكبر قدر من الأذى، والظلم، والقهر بعائلات الشهداء، وهي سابقة في العقوبات الجماعية بحق الأحياء والأموات.هنا من الأهمية بمكان توثيق جرائم الاحتلال، إضافة لضرورة موافقة أهالي الشهداء بالتشريح العدلي لجثامين أبنائهم لما لذلك من أهمية في توثيق ملفات الشهداء تتضمن أدلة جنائية تثبت الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعب فلسطين الصابر والمرابط.في بعض الحالات يرفض أهل الشهيد أن يتم إخضاع جثمان الشهيد للتشريح العدلي، أو الانتظار حتى يتحلل الجثمان الطاهر من التجمد نتيجة مكوثه فترة طويلة في الثلاجات بدرجة حرارة منخفضة جدا، فتضطر النيابة العامة في مثل هذه الحالات تكليف الطبيب الشرعي بإجراء الكشف الظاهري للتأكد ظاهريا من حالة الجثمان، والتأكد ظاهريا من إمكانية تعرضه لأية عمليات جراحية أو تعرضه لعملية تشريح إسرائيلي تؤشر إلى احتمالية قيام إسرائيل بسرقة الأعضاء، ولها سوابق موثقة باقتراف مثل هذه الجرائم.هنا لابد من تدخّل علماء الدين لتطبيق ما يرونه شرعا إن كان يتوافق مع ما يراه أهالي الشهداء، أم يرون ضرورة إجراء عمليات التشريح لجثامين الشهداء من أجل مصلحة الوطن وشعبه الذي يكافح بكل الوسائل لاستعادة حقوقه من بين أيدي اليهود الصهاينة.أعجبني موقف الحكومة الفلسطينية في هذا الأمر، حيث أكّدت على أهمية التشريح وتدعم وثيقة الشرف التي وقعها أهالي الشهداء المحتجزين في إطار لجنة استرداد جثامين الشهداء الممثلين لجهات رسمية وأهلية وحقوقية، وتنص على عدم الخضوع لأية شروط إسرائيلية مسبقة لتسليم جثامين الشهداء، التي من ضمنها دفنهم ليلا وفور استلامهم دون إجراء التشريح والفحص الظاهري وبمشاركة عدد محدود من المشيعين، وأن يتم دفنهم جهارا نهارا بما يليق بكرامة وعظمة الشهداء.وفي تقرير مدير الطب العدلي في فلسطين الدكتور صابر العالول، عثر في بعض جثامين الشهداء، الذين تم استلامهم على رصاص جديد غير مألوف وأكثر فتكا، مبينا أن حالة الانجماد والتجميد للجثامين كان الغرض منها تعذر إجراء تشريح داخلي للأعضاء خشية إثبات وجود سرقة الأعضاء البشرية، ولإعداد ملف متكامل حول ما جرى تهميدا لتقديمه للمحكمة الجنايات الدولية.. وإلى الخميس المقبل.