19 سبتمبر 2025

تسجيل

سن الزواج

07 يناير 2015

يعتبر الفارق في السن بين الزوجين من العوامل التي يراها البعض مؤثرة جدا في سير وشكل الحياة الزوجية.. وقد اختلف الباحثون والمهتمون بدراسة العلاقات الزوجية في تحديد الفارق المناسب بين الزوجين.ففي حين اعتبر البعض أن الفارق من ٣-٥ سنوات مقبول جدا ولصالح كلا الطرفين، اعتبر البعض أن الفارق الذي يصل لعشر سنوات ربما كان الأفضل وذلك استنادا لاعتبارات واختلافات ثقافية.في حين يرى البعض أن فارق السن لا يعتبر عاملا مؤثرا كثيرا في سير العلاقة الزوجية مقارنة بمفاهيم أكثر عمقا كالتفاهم والمودة والرحمة والتكافؤ العاطفي. وفي رؤيتي النفسية المستندة إلى الملاحظات الواقعية أن عامل السن هو عامل نسبي في تأثيره على الحياة الزوجية ونمط العلاقة بين الزوجين وقد يتلاشى ذلك الأثر إذا كان حجم العلاقة يستوعب الطرفين بكل اختلافاتهم والفوارق بينهم.إن عامل السن هو جزء من منظومة متصلة تتمازج مع بعضها لتخلق نوعية من الخصوصية داخل كل حياة.. وذلك ما يقودنا للحديث عن نمط الشخصية لكل طرف والذي من خلاله يتحدد نمط العلاقة وبالتالي العوامل المتغيرة والمحايدة والتي تتأثر بها طبيعة العلاقة.فمثلا يستطيع الرجل الناضج احتواء المرأة الصغيرة بينما قد يعجز الرجل ذو الشخصية الطفولية عن تفهم مشاعرها.. والمرأة ذات الشخصية المنفتحة المنطلقة قد تجد صعوبة في التعامل مع الزوج ذي الطابع الخجول. وخلاصة القول إنه عند دراسة الحياة الزوجية يصعب بل يستحيل الاعتماد على عنصر واحد كعامل السن لتفسير نجاح العلاقة أو فشلها.. وقد لمع في التاريخ أعظم قصص الزواج التي أسقطت عامل السن من حساباتها وحققت مع ذلك أروع صور الرحمة والوفاء والحكمة والحب.. فزواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها يعكس اتزان الرجل وحكمة المرأة مع وجود فارق السن. وزواجه عليه الصلاة والسلام من عائشة رضي الله عنها يعكس لنا الرحمة مع المودة عند الرجل مقابل حب الزوجة.. وبذلك فإن الرسالة التي يمكن أن نتفهمها من ذلك: أن لا شيء يفتك بأمان الحياة الزوجية ويعيق استمرارها مثل تنافر الشخصيات الذي ينشأ عنه تباعد الأرواح وإن التقت الأجساد..وأن مفاهيم أكثر عمقا هي التي تحكم نجاح العلاقة من عدمه.