31 أكتوبر 2025
تسجيلباراك حسين أوباما، الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، هو ابن مهاجر كيني مسلم، تزوج من امرأة أمريكية بيضاء. ولأنه لا فضل لأمريكي على آخر إلا بالكفاءة والعمل، استطاع هذا الرجل البسيط والمتواضع أن يحقق نجاحا تلو الآخر، ويتلقى تعليما في أرقى المدارس والجامعات الأمريكية، وعلى رأسها هارفارد. كما أصبح أول سيناتور من أصول أفريقية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ثم وصل إلى سدة البيت الأبيض، كأول رئيس أمريكي من أصول أفريقية أيضا. عندما أعيد انتخاب أوباما مؤخرا لولاية رئاسية ثانية، أثار ذلك الإعجاب، وتحديدا في العالم المتحضر، حيث تتساوى حقوق وواجبات المواطنة بين الجميع. بينما لم يتندر عليه سوى بعض من الشعوب العربية المتخلفة، وتحديدا من الخليج، الذين تسابقوا على نشر نكت مضحكة عليه، تفوح كلها برائحة العنصرية والنظرة الدونية. وليس غريبا أن تضع جريدة خليجية مانشيتا تحت عنوان "المرتزقة والمواطنون"، في إطار تقديمها لمباراة منتخبنا الوطني أمام شقيقه الإماراتي في خليجي 21، فمنها تم إطلاق نكت، عنصرية، يظن أصحابها أنها فكاهية، على أوباما بسبب لونه. في العالم المتحضر لم يصف أحد أوباما، وغيره من أبناء المهاجرين، بأنهم مرتزقة. وما زالت أمريكا حتى يومنا الحاضر تفتح أبواب الهجرة أمام الكفاءات في شتى المجالات. وعندما قاد الفرنسي زين الدين زيدان، وهو ابن لمهاجر جزائري، منتخب بلاده فرنسا إلى التتويج بلقب كأس العالم عام 1998، أكرمه الفرنسيون بكتابة اسمه على قوس النصر، وهو شرف لم ينله سوى نابليون بونابرت. ولم يصفوه بأنه مرتزق. وهناك العديد من اللاعبين والرياضيين يمثلون أمريكا ودولا أوروبية اليوم، ومنهم، على سبيل المثال لا الحصر، العداء البريطاني محمد فرح، وهو من الصومال وهاجر إلى بريطانيا صغيرا، وحقق لبلده ميداليتين ذهبيتين تاريخيتين في أولمبياد لندن الأخيرة. أظن أن الغرب المتحضر استلهم مبادئه في المواطنة المتساوية من قول رسولنا الكريم منذ أكثر من 1400 عام "لا فضل لعربي على أعجمي ولا أعجمي على عربي إلا بالتقوى".