18 سبتمبر 2025
تسجيللا ندري لماذا.. ولكن "الكل يبي بخشيش"، خذها مني... الخضار، الحلاق، مقدم الطعام في المطعم، سائق الأجرة غير الأجرة المستحقة، غاسل ومنظف السيارة، الحارس، وحامل الحقائب، ومقدم كوب الشاي، والمعصرة، وعامل النظافة في دورة المياه، وموصل الطلب إلى البيت، وغيرهم كثير الكثير..."، والبعض منهم إذا لم تعطيه "بخشيش" زاد عليك السعر، أو نظر إليك نظرة فيها استنكار وغضب أو ينتظر أنك ستناديه لتعطيه. حتى أصبح للأسف الكثير لا يتورع عن طلبه بأي مسمى لكنه في الأخير "بخشيش"، وهو من السلوكيات الاجتماعية السلبية الكريهة المنظر، والتعويد على الطلب دائماً والنظر إلى ما في الأيدي، إنه استغلال وطمع في جيوبنا. والبعض يقول عنه أنه مساعدة اجتماعية، وتعاطف إنساني معهم، ومساعدة لهم على ارتفاع الأسعار، والبعض يعتبره صدقة، ونقول لمن يعتبره صدقة أو غير ذلك، هذا ليس مكانها ولا موطنها وإن حسنت النيات، فأنت تعتبره صدقة وهو يأخذ كـ "بخشيش" ويتعود على هذا الأمر ويصبح تسولا بإتكيت مرضي وطبع مزعج. وللأسف الشديد والمحزن نحن الذين عودناهم وعلمناهم هذه السلبية المرضية على مجتمعنا، فلا ندري هل هي للتباهي والتفاخر من قبل فئة من الناس سواءً كانوا من الرجال أو النساء أو من فئة الشباب أو من فئة أصحاب الأموال؟. أو هو كرم زائد لا معنى له لا من قريب ولا من بعيد. وإليك مثالاً حي (يعطي أحدهم أو إحداهن 20 أو 50 أو 100 ويقول او تقول له خلي الباقي لك)، لماذا لا تطالب بحقك ومالك منه، هذا ليس فيه حياء ولا منقصة أو مذمة لك، بل هي منقصة ودونية ومذمة إذا لم تأخذ حقك، لنكن أكثر جرأة في المطالبة ولا نجعلهم يفرضون ويخضعوننا إلى عاداتهم التافهة غير المستحبة وغير المستساغة أبداً ويستصغروننا ويرون أننا لا نستحق هذا المال الذي عندنا، وهو أمر مرفوض من أصحاب الفطر السليمة والعقول المستقيمة. ولتكن كذلك عندنا غيرة شديدة على أموالنا وقيمنا. فهل نحن متحركون أم يستغلنا هؤلاء؟ علامات استفهام كثيرة تحتاج منا إلى وقفات ووقفات في تصحيح مسار حياتنا اليومية لنسير فيها بشكل سليم. ومضة نتمنى من الجميع محاربة هذه الظاهرة؛ ظاهرة "البخشيش" أو أي مسمى أو مصطلح يطلق عليها، لنكن يدا واحدة ضد الظواهر السلبية والغريبة على أهل البلد. ونحن لها وقدها أهل الأخلاق والقيم ".