17 سبتمبر 2025
تسجيلأعرب عمرو موسى عن أمله في أن يكون عام 2013 أفضل لمصر والمصريين جميعاً وأن يشهد حركة قوية للأمام بدون صدامات أو سلبيات! وللسيد عمرو نقول (ما كنش يتعز والله) إذ كيف تتحقق آمال حضرتك وأنت عضو في "جبهة الإفلاس الوطني" التي "منى عينها" إغراق مصر؟ وكيف أصلاً يتعافى الوطن والأطراف السياسية المتصارعة على كعكة الوطن لا ترى إلا آمالها الذاتية وإن كان الثمن إسقاط الدولة؟ أكيد يا الطيب تعرف ماذا يعني إسقاط الدولة!! (يله نتمشى) هذا هو الشعور الذي يصلني كلما سمعت صوتاً ينادي بمليونية جديدة وكأن الناس استمرأوا الخروج في تجمعات (يتمشوا) وليقول بعضهم أثناء مقابلات معهم كلاماً أبله، بل مضحكاً لا يمثل قضية، ولا ثورة، ولا ثواراً، وشر البلية ما يضحك! تقول أنباء الإمارات إن أحد عشر محتجزاً في الإمارات متهمين بقيادة خلية للإخوان المسلمين في البلاد يعملون لحساب الجماعة الأم في القاهرة! ويقول المحتجزون إنهم أبرياء من التنمية وأن التهمة كان بسبب وقفتهم الاحتجاجية التي طالبت برد أموال مصر المنهوبة التي أودعها (عمر سليمان) في بنوك الإمارات قبل وفاته، وخبر ثالث يؤكد أن القبض على المجموعة البريئة إنما يأتي لإحراج القيادة المصرية وربما رداً على اتجاه الحكومة المصرية لتطوير محور قناة السويس وقدرته على منافسة موانئ دبي! ولنا سؤال صغير يقول لماذا تغاضت دولة الإمارات ممثلة في السيد ضاحي خلفان عن متهمين بقلب نظام الحكم فيها لمدد تصل إلى ثلاثين عاماً قضاها مهندسون وأطباء ولامعون مصريون وهم يعملون بالإمارات وكانوا مثالاً يحتذى به في الانضباط؟ لماذا الآن يقبض عليهم ويرفض إطلاق سراحهم؟ الحقيقة دائما تطفو، وما يخفى اليوم بالضرورة يُعلم غداً. أتذكر الآن حقبة حرب أكتوبر في السبعينيات والوقفة العربية التي قطعت إمدادات النفط عن الغرب مساندة لمصر وجيشها الباسل، أتذكر عرى الأخوة والعروبة اليوم بالذات لأتساءل عن موقف مماثل ومصر تمر بظروف اقتصادية طاحنة؟ أين الأشقاء؟ أين مساندتهم وعونهم؟ وهل تكفي يد واحدة لتمد العون نيابة عن الجمع المتفرج؟ تتخصص اليوم قنوات رجال أعمال (الفلول) في بث الذعر، و"الزن" بأن مصر مقبلة على الإفلاس في أكبر وصلة حقد، أنا أشك في مصرية هؤلاء ومصرية إعلامييهم الذين يتبارون بنعيقهم في قتل مصر بعدما باعوا الوطن الجميل لقاء ما يدخل جيوبهم، شاهت تلك الوجوه. أتساءل مذهولة بعد كل ما رأيت وسمعت هل الست (لميس الحديدي) التي قالت "لو مبارك تنحى الآن يبقى خسرنا المعركة" هي نفسها التي بكت على الشاشة وهي تقول فخورة إني مصرية والثورة لما قامت غيرت مصر كلها؟ الست لميس مع الثورة؟ الست لميس ضد الثورة؟ حد يقولها شكلك مضحك جداً.. جداً.. جداً.. أما كلامك فمسخرة! في عام جديد أصبح من آمالنا "داخلية صاحية" تحرس الوطن والأمل ولا تنام في العسل. جاء في تحقيقات قضية (هدايا الأهرام) أن مؤسسة الأهرام صرفت هدايا خلال الفترة من 1984 وحتى 2011 مبالغ تجاوزت الـ 100 مليون جنيه من ميزانية المؤسسة لمبارك وزوجته وأولاده، وكذلك مسؤولو النظام وأصحابهم، وأصحاب أصحابهم، وأحفادهم وأحفاد أحفادهم، ما هي تكية لا تنفد خزائنها، وفساد لا تسد أبوابه، وسرقة لا تعرف الخجل، ونهب يقول بملء شدقيه هل من مزيد، إنها مصر التكية ليس في مؤسسة الأهرام فقط، وإنما هي التكية الشاملة في كل مؤسسة المفتوحة دوماً دون حراس للنهب والسلب والسطو على خبز الفقراء ليتحول إلى (جاتو) ينقل بطائرات خاصة من باريس إلى موائدهم مباشرة، أصبح الآن معلوماً تماماً إلى أي حد سيقاوم الفلول، والمستفيدون من خيرات الفساد نهضة مصر الجديدة، وأمنها، وأصبح معلوماً كم يمكن أن يدفعوا لقاء زعزعة استقرارها علهم يعيدون (التكية) ومزيداً من النهب، أو على الأقل الهروب بجلدهم من القصاص والتشريف مع كبيرهم على بلاط طره. كل مصري يستطيع أن يقدم لمصر الجريحة شيئاً، إذا لم تكن تملك ما تضيفه فلا تسحب مدخراتك الدولارية لأنك بذلك تتساوى مع الفلول الذين يضربون اقتصاد مصر، وطنك يحتاج حبك الآن أكثر من أي وقت مضى وحبك اليوم يد تساعد وقت شدة. تسعة عشر يوماً تفصلنا عن تاريخ السادس والعشرين من يناير موعد النطق بالحكم في قضية مجزرة بورسعيد، كثيرون مثلي يخشون هذا اليوم، وتداعياته منذ نطق القاضي بحكمه وحتى انتهاء ليله، لا يدري أحد ما الذي يمكن أن يكون، وعلى أي شكل سيكون، الخائفون مثلي يرتعدون من المخبوء في هذا اليوم لأن ما عاشته بورسعيد منذ أيام لا يبشر بأي اطمئنان أو سلام فقد عمد طلاب المدينة الجامعية المغتربون في بور فؤاد إلى رفع أعلام النادي الأهلي، مع عبارات مسيئة أثارت حفيظة التراس النادي المصري الذي اقتحم بفعل غضبه العارم الجامعة ليتشابك الطرفان وتصل حصيلة المصابين إلى أكثر من 60 مصاباً، وانتقل الغضب إلى مدينة دمياط حيث أغلق الغاضبون من التراس الأهلي الكورنيش احتجاجاً على تأخر وصول الأمن بعد استغاثات طلاب المدينة الجامعية، وهكذا غضب يشد جمر غضب، واستفزاز يستدعي استفزازاً آخر، وكرة لهب الغضب يركلها فريق ليردها آخر بأعنف وأقوى ولا يعلم القادم إلا الله الذي نرجو أن يلهم الجميع الصواب، هذه آمالنا لكن يبدو أن البرامج الرياضية ببعض القنوات تصب باستضافة المتحفزين، والمحرضين البنزين على النار لدرجة تجعلنا نتصور أن سلامة يوم 26 من أحداث دامية أمر من ضرب الخيال إذ في نطق الحكم إنصاف للمعتدى عليه، وقصاص من المعتدي، وأهلنا في بورسعيد مصممون على أنهم أبرياء من تلك المذبحة الشائنة التي دبرها الفلول وأعوانهم وناسهم وتم إلصاقها بهم، النطق بالحكم مع حالة غليان الطرفين مأزق فما يرضي الأول سيشعل نار غضب الثاني، وسيصب الاشتعال الحارق بالشارع المصري الذي تعب من لون الدم، مطلوب - والحالة هذه - الحياد الإعلامي، والمناداة بضبط النفس، والحس على قبول الحكم أياً كان، والضبط الأمني لإنفاذ كلمة العدالة فيمن ثبت فعلاً تورطه دون ظلم أو تجن، رجاء، ودعاء إلى الله أن يمر يوم النطق بالحكم في مجزرة بورسعيد على خير، ربنا يستر.