12 سبتمبر 2025
تسجيلسأخرج اليوم عن الكتابة في الشأن المحلي، وسأتوقف قليلا للتعليق على خبر قرأته منذ فترة في بلدين، احدهما عربي - احتفظ باسمه - والآخر آسيوي - اذكر اسمه - وهو الصين، فما هما الخبران؟. الخبر الصادر من العاصمة العربية يقول ان هذه ’’ الجمهورية ’’ تعتزم بناء 80 سجنا خلال 5 سنوات (2005 - 2009)، واعتبر البيان ان بناء هذا العدد الكبير من السجون هو بمثابة ’’ انجازات ’’! ! ! . في المقابل ماذا تعتقدون عن تصوّر الصين خلال الفترة نفسها؟. حتى عام 2010 تعتزم الصين بناء 50 مطارا في عدد من المدن فيها، اضافة بالطبع لما هو موجود لديها حاليا. كيف يمكن التعليق على هذين الخبرين باعتقادكما لو كنت - اخي القارئ - اختي القارئة - مكاني؟. احترت في اختيار الكلمات التي يمكن التعليق بها على ما قرأت، علما بأن خبر الدولة العربية اطلعت عليه منذ قرابة ثلاثة أشهر، وفي كل مرة اعجز عن ايجاد مقارنة ممكنة بين هذه ’’ الجمهورية ’’ وبين الصين، وهي بالمناسبة جمهورية ايضا، ولكن الفرق شاسع بالطبع. ففي الوقت الذي تقوم فيه الصين ببناء مطارات، هي علامة على الانفتاح والتواصل مع العالم، وفتح قنوات اتصال جديدة امام شعبها،. . . ، في هذا الوقت نجد دولة عربية - هي مثال لدول عربية اخرى - تعمد إلى انشاء وبناء سجون جديدة، وهي علامة على الانغلاق، وكبت الحريات، وقتل الابداع، وقطع التواصل على مستوى الشعب الواحد، وليس مع العالم فحسب،. . . ، فالسجن اعتقال جسدي كما هو متعارف عليه، بل رمز لحرمان لانسانية الانسان، واتحدث هنا عن الاعتقال بسبب راي او فكر، دون جريمة يعاقب عليها القانون الانساني. نتحدث في العالم العربي عن نهضة وتطور وتقدم وبناء للمستقبل. . ، في حين على ارض الواقع نبني سجونا بدلا من ان نبني جامعات، نبني معتقلات، بدلا من ان نبني معاهد علمية،. . . ، ثم نقول لماذا العالم سبقنا، ولماذا العالم يتطور، ولماذا العالم حقق طفرات على الاصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية. . . ، فيما دولنا العربية لا اقول انها واقفة في محلها، بل تتقهقر الى الوراء، الا من رحم ربي، وقليل ما هم. نهضة الا• لا تكون ببناء السجون والمعتقلات، انما تكون ببناء دور العلم والجامعات ومراكز الابحاث والاهتمام بالتعليم. . . ، نريد في عالمنا العربي بناء للانسان، كفانا بناء للسجون، آن الأوان للالتفات قليلا الى هذا الانسان العربي المغلوب على امره،. . . ، مليارات من الدولارات تصرف في كل المجالات، باستثناء المجال المتعلق ببناء الانسان، فهو يأتي في ذيل القائمة، هذا ان وجد اصلا، اذا لم يسقط من القائمة كلها.