15 سبتمبر 2025
تسجيل(1) من الشخصيات القطرية التي التحقت بالعمل الكشفي في الزمن القديم سعادة السيد عبدالله حسين عبدالله الصلات وكيل وزارة المواصلات والنقل سابقاً.. ثم نال (درجة وزير).. فقد بدأ نشاطه الكشقي في سن مبكرة من عمره، وحينها كانت الكشافة في بداياتها الأولى من فترة خمسينيات القرن الماضي. وكانت أولى مشاركات الصلات الكشفية في حوالي عام 1959 م بعد بداية التعليم النظامي والحكومي بسنوات قليلة، خاصة عندما تم تأسيس بعض المدارس وافتتاحها شيئاً فشيئاً خلال حقبة الخمسينيات وبداية الستينيات وتحديدا من عام 1956 م على وجه التقريب وهي البداية الحقيقة لبناء المدارس في قطر. (2) درس السيد عبدالله الصلات في مدارس قطر وفي بيوتها القديمة.. حيث تعلم في بداية الأمر في أحد المنازل وهو المقر الرسمي لمدرسة خالد بن الوليد الابتدائية، وكان اسمها في السابق (مدرسة قطر القديمة).. وفيها مجموعة من المدرّسين القدماء من أمثال: - عبدالحميد الدايل - سعيد أحمد سعيد - عمر الخطيب - عمر عابدين - محمد علي آل محمود، وهو من المدرسين القدماء جداً، حيث وفد إلى قطر عام 1953 م للتدريس فيها قادما من دولة الإمارات.. وغيرهم. وواصل السيد الصلات دراسته الإعدادية والثانوية في المدرسة التي تحولت إلى (المعهد الديني) وتقع بالقرب من (استاد الدوحة) الرياضي.. وأكمل الشهادة الثانوية في عام 1962 م.. ثم توجه للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث درس في تخصص (الجيولوجيا) وحصل على الشهادة الجامعية في عام 1968 م.. ويعد من الطلبة القطريين الأوائل الذين تخرجوا في تلك الفترة. (3) عمل الصلات بعد تخرجه في الجامعة الأمريكية في إدارة شؤون البترول بوظيفة (جيولوجي) وهي إدارة كانت تندرج ضمن وزارة المالية والبترول وكان يدير هذه الوزارة سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني (أمير قطر الراحل عام 2016).. واستمر في الوزارة حتى عام 1989 م ثم نقل إلى وزارة المواصلات والنقل ليصبح مدير إدارة شؤون البترول ومن ثم رقي إلى درجة وكيل وزارة، واستمر فيها حتى عام 1996 م.. وقد حصل على (درجة وزير) في عام 2011م.. بينما أحيل للتقاعد من الدولة عام 1996 م.. وقد واصل عمله بوظيفة (مستشار) في وزارة الطاقة مع وزيرها الأسبق سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية. (4) وبالنسبة لالتحاقه بالنشاط الكشفي، فقد شارك في الكثير من المعسكرات والمخيمات الكشفية في الخمسينيات والستينيات.. منها: - مخيم (روضة إنهي) بالقرب من منطقة (المايدة) في شمال قطر - ومخيم الزبارة - ومخيم زكريت - ومخيم رأس بو عبود (زيارة فقط). وبعد التحاقه بالنشاط الكشفي أيام دراسته في المدارس القطرية تفرغ لدراسة الشهادة الثانوية في الفترة ما بين 1961 - 1962 م. (5) وتشير سيرة عبدالله الصلات الذاتية إلى: أنه من مواليد عام 1944 م تقريبا.. وقد شهد آخر موسمين للغوص على اللؤلؤ في قطر بتلك الفترة.. والتحق بالدراسة في المدرسة الوحيدة في تلك الفترة من العام الدراسي 1951 / 1952 وكانت في بيت قديم إلى جهة الجنوب من بيت المرحوم الشيخ سحيم بن حمد آل ثاني الموجود حاليا.. ثم انتقل إلى المدرسة الجديدة جنوبي فريق الغانم القديم بالدوحة وكانت أول مدرسة بنتها الدولة.. وبعد أن بدأت المدرسة في التدريس بالصف السادس الابتدائي نقل الصلات عام 1956 م مع طلاب المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية إلى مدرسة جديدة بنيت خصيصاً لهذه المرحلة، وكان بجانبها إلى جهة الغرب أرض فضاء تم تنظيفها من الحجارة وأصبحت ملعبا للمدرسة ثم طورت لاحقا لتصبح استاد الدوحة الرياضي (الحالي).. حيث ما زال مبنى المدرسة قائما حتى الآن.. وفي هذه المدرسة كان عبدالله الصلات مساهما في جماعة طلاب العلوم وجماعة الجغرافيا وجماعة الرسم والتصوير.. وكذلك في منتخبات المدرسة وأنشطتها الرياضية والشبابية مثل: الكشافة - وكرة السلة - وكرة اليد. (6) ويتحدث عبدالله الصلات عن نشاطه الكشفي منذ صغره قائلا: خلال تواجدي في الكشافة حضرت أحد المعسكرات عام 1959 م بمنطقة (إنهي) بشمال قطر بقرب (المايدة) بجانب معسكر الزبارة في عام 1960 م ثم معسكر زكريت عام 1961 م.. كما أصبحت حينها قائدا للكشافة أيضا في المدرسة خلال تلك الفترة.. وقد شاركت في العديد من المعسكرات الأخرى مثل: دولة الكويت ودولة الإمارات.. وقد كانت مدرسة الصناعة من أنشط المدارس الفاعلة مع البدايات الأولى للحركة الكشفية في قطر.. وفي تلك الحقبة كان الكشاف يقوم بجميع الأعمال في داخل المخيم مثل: تنظيف الموقع - ونصب الخيام - والطهي - والحراسة الليلية - والنظافة اليومية - بجانب كافة أعباء المخيم الأخرى. أما أهم رفقاء الدرب في الحركة الكشفية فمنهم من توفاه الله ومنهم من يعيش بيننا حتى اليوم.. من أمثال: - علي عبدالرحمن المفتاح - أحمد علي الأنصاري - محمد علي الأنصاري - علي بن سلطان العلي - عبدالرحمن جابر المفتاح - إبراهيم البدر - عبدالعزيز حسين الصلات (شقيقي) - علي حسن الخلف - إبراهيم محمد شريف.. وغيرهم. (7) ويتحدث عبدالله الصلات عن مشوار تعليمه قائلا: أنهيت المرحلة الثانوية عام 1962 م وسافرت للولايات المتحدة للدراسة في ولاية تكساس الأمريكية وتخصصت في مجال الجيولوجيا وأنهيت دراستي الجامعية عام 1968 م، وكنت ثاني طالب بعثة قطري يدرس في أمريكا بعد الطالب جاسم جمال الذي كان أول الطلاب.. وبعد التخرج من أمريكا عملت في وزارة المالية والبترول حتى أصبحت مديرا عام 1977 م وعينت في نفس العام محافظا لدولة قطر بمجلس المحافظين في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وذلك لمدة (30) سنة متصلة وهي أطول مدة قضاها عضو في هذا المجلس في تاريخ المنظمة، حيث ترأس هذا المجلس بصفة دورية لمدة ثلاث مرات.. وفي عام 1998 م تم إلغاء إدارة شؤون البترول وضمن أعمالها مع المؤسسة العامة القطرية للبترول وأصبح وكيلا لوزارة المواصلات والنقل حتى عام 1996 م ثم عين كبير المستشارين لوزير البترول والطاقة سعادة عبدالله بن حمد العطية حتى نقل سعادته إلى الديوان الأميري عام 2011 م وحينها قدم الصلات استقالته من كافة المناصب التي كان يشغلها.. ومنذ التحاقه بالعمل في الدولة منذ 1962 م وحتى فبراير 2011 م لم تنقطع صلاته ومسؤولياته عن نشاط صناعة البترول والغاز أبدا.. حيث عين عضوا في مجلس إدارة المؤسسة العامة للبترول منذ تأسيسها عام 1974م ثم رئيسا لها عام 1975 م بعدما تملكت الدولة عمليات إنتاج البترول من شركة نفط قطر وشركة شل قطر وحلت الهيئة محلها.. كما ترأس العديد من إدارات الشركات الرئيسية في مجال النفط والغاز والكيماويات والألومنيوم في الدولة مثل: قطر لصناعة الأسمدة الكيماوية - شركة قطر للألومنيوم - شركة إنتاج وتوزيع المشتقات البترولية (نودكو) التي سميت فيما بعد (وقود) - مشروع سوائل الغاز: وكان أكبر مشروع صناعي في العالم بكلفة عشرين مليار دولار - إنشاء محطات الكهرباء الرئيسية في الدولة. (8) كلمة أخيرة: عبدالله الصلات كشاف قديم، بدأ نشاطه الكشفي مبكراً في حقبة الخمسينيات مع بداية إنشاء المدارس في الدولة.. وله مساهمات كشفية من خلال المعسكرات والمخيمات.. إلا أنه فضّل بعدها الدراسة في الخارج، حيث كان من أوائل الخريجين القطريين من الولايات المتحدة الأمريكية حتى رقّي إلى درجة وزير تقديرا له ولجهوده في خدمة قطر. [email protected]