19 سبتمبر 2025

تسجيل

قمة مجلس التعاون بعيدة عن أمن الخليج واستقراره

06 ديسمبر 2017

بيان ختامي هزيل يخلو من القضايا المعاشة للتغطية على واقع الأحداث وتجاوزات دول الحصار حصار قطر لم يكن مطروحاً والحديث عن إنشاء تحالفات جديدة سيضر بالمجلس وشعوبنا ما من شك أن منظومة مجلس التعاون الخليجي عبر هذا البيت يتطلب اليوم عمل الكثير لتلافي التحديات التي تواجه أهل الخليج حكومة وشعبا، لبناء منظمة خليجية واحدة ومتماسكة وسخية في عطائها لتحقيق الأهداف السامية لتعزيز هذا الصرح الشامخ عبر التاريخ المشترك، وبما يعود علينا بالفائدة على الحكومات والشعوب . وقد قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في تصريح سابق له إن المجلس حقق الكثير من الإنجازات السياسية والأمنية والاقتصادية والدفاعية. وهو ما يؤكد أن قمة الكويت اليوم هي "أيقونة الخير" لحل الخلافات وتلافي التحديات من أجل الوحدة المشتركة بين دولنا. ** إصرار الكويت على عقد القمة: كانت وما زالت دولة الكويت الشقيقة تعمل على عقد قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في موعدها وعدم تأجيلها مهما كانت الأسباب، ولهذا كان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت أكثر حرصا على تحقيق الوحدة الخليجية من خلال عقد القمة في موعدها وعدم تأجيلها . وهذا الإصرار يشير إشارة واضحة إلى أن دولنا بحاجة إلى لم الشمل من جديد وعدم الاستسلام للتحديات والمشاكل التي تعتري دولنا وشعوبنا، ولعل اهتمام الكويت بالقمة ينم عن أنها تصر على تحقيق الاتحاد الخليجي رغم الأزمات التي اعترضتنا دون سابق إنذار. ** أعداء الوحدة لا يريدون وحدتنا: لاح في الأفق ما يكدر الأجواء بين الأشقاء في دول مجلس التعاون، ولكن من الحكمة أن الكويت قادت هذا الاجتماع من أجل كسر الحصار على قطر، والعمل على إعادة المكانة لمنظومة مجلس التعاون لكونه البيت الذي ضم كل أهل الخليج . فلا تفتحوا المجال أمام من يتصيد في الماء العكر، فالقمة الخليجية جاءت بدعوة كريمة من أمير الكويت لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة من تحديات خليجية وعربية، عبر التنسيق للرؤى السياسية والاقتصادية وبما يصبو له المواطن الخليجي لتحقيق الوحدة المنشودة . ** وفي نهاية المطاف: كنا نتوقع أن تخرج القمة ببعض التوصيات التي تهم تماسك الخليج ووحدة الصف العربي رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة . فحصار قطر -مثلا- لم يكن في الحسبان وما قامت به دول الحصار يتطلب بعد كل ذلك التزام الحكمة في اتخاذ القرار وعدم التصعيد، فالقمة عقدت في ظروف استثنائية تتطلب التهدئة لإعادة الهيبة لمجلس التعاون الخليجي وتماسكه في ظل التغيرات السياسية في العالم . أدنى تمثيل للدول: هذه القمة قد تكون الأقل تمثيلا على مستوى القادة، فأمير الكويت وأمير قطر كانا على رأس الحضور، بينما دول الحصار الثلاث السعودية والإمارات والبحرين لم يحضر قادتها وهو ما يقلل من قيمتها وأهميتها من قبل الدول الثلاث، وهو يؤكد في نفس الوقت على أن قطر والكويت تريدان البقاء على قوة مجلس التعاون الخليجي وعدم هدم البيت الخليجي . أنباء عن تحالف إماراتي سعودي: بينما هناك أنباء على تحالف استراتيجي جديد بين الإمارات والسعودية للتنسيق عسكريا واقتصاديا بمعزل عن مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما يتوقعه الكثير، مما يعني انشقاقا كبيرا بين دول المنطقة لم يكن متوقعا. بيان ختامي هزيل: خيب آمالنا جميعا البيان الختامي للأمين العام لمجلس التعاون، حيث تحدث عن قضايا هامشية لم تعالج ولم يتم إنجازها في منظومة المجلس، فقد كان الجميع ينتظر كلمة شاملة تتحدث عن تطلعات الشعوب، ولكنه كان دبلوماسيا إلى أقصى الحدود، ومن الأمور التي أشار إليها في بيانه الختامي دور الكتاب والمفكرين في أزمة الخليج والحفاظ على دول المجلس، وهو من الموضوعات المتناقضة بين الدول. ** كلمة أخيرة: مجلس التعاون تجاوز العديد من التحديات في الماضي مثل الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت وثورات الربيع العربي، وغيرها.. أما اليوم فصار الأمر يتطلب العمل على تحقيق الوحدة الخليجية، وتبقى قمة الكويت بارقة أمل للوصول إلى ما يتطلب من المجلس نحو الإبقاء على تماسك البيت الخليجي الواحد واستقراره الأمني .