13 سبتمبر 2025
تسجيلتأتي زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة قطر ولقاؤه بصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في ظروف سياسية عصيبة تمر بها المنطقة العربية وبقية دول العالم حيث تسود الخلافات العربية العربية والخلافات العربية الإسلامية من جهة، بجانب تداعيات التفجيرات والعمليات الإرهابية التي تقودها بعض المنظمات الإرهابية في بعض الدول من جهة أخرى، إذا ما أضفنا إليها الصورة المسيئة للإسلام والمسلمين بعد تفجيرات باريس الأخيرة على وجه الخصوص، وكذلك تفجير الطائرة الروسية على أرض مصر، دون تحديد مفهوم واضح للإرهاب ولمن يسوق لهذا الإرهاب، ولهذا جاء لقاء الزعيمين في وقته لتبادل الأفكار في قضايا الساعة من أجل خدمة قضايا الأمة الإسلامية والعالم أجمع . فقد قال سمو الأمير :" كلنا معنيون بمحاربة الإرهاب ولكن يجب البحث عن السبب الرئيسي لظهور المجموعات الإرهابية، فكلنا متفقون على أن ذلك السبب هو الأنظمة القمعية الموجودة في المنطقة " .وكل هذه الأحداث والتحديات جعلت من دولة قطر والجمهورية التركية صورة قيادية لإعادة رص الصفوف العربية والإسلامية ولعب الدور الريادي في المنطقة لحل الخلافات ووضع النقاط فوق الحروف تجاه حقيقة ما يحدث على الساحتين العربية والدولية بكل ثقة واقتدار، مع وضع المصلحة العامة للدولتين فوق كل اعتبار .الأمر المهم في زيارة الرئيس التركي إلى دولة قطر واجتماعه بسمو أمير دولة قطر يؤكد على حرص الدولتين على إنهاء المشاكل التي تعتري الساحتين العربية والدولية وتقديم رؤية جديدة بنظرة ثاقبة لحل هذه التحديات والوقوف في وجهها من أجل نشر السلم والوئام بين جميع الشعوب دون استثناء سواء كانت الشعوب العربية والإسلامية أم الشعوب الصديقة الأخرى في العالم .كما تناولت المشاورات بين القائدين الكبيرين محاولة الضغط على بعض الأنظمة القمعية التي تسببت في نشر الإرهاب وتغذيته، مع المضي قدما بخطى ثابتة تجاه محاربة من يقف مع الإرهاب، والوقوف صفا واحدا في مكافحته، وتطرق اللقاء التاريخي إلى آمال الشباب العربي التي أجهضت في بدايتها مع اندلاع الربيع العربي . وأكد الرئيس التركي خلال وجوده في الدوحة بالأمس على وقوف تركيا مع قطر قلبا وقالبا، وأنها لن تسمح بالمساس بأمن قطر ومنطقة الخليج العربي لأن ما تقوم به قطر اليوم يأتي من باب حرصها على نشر الاستقرار في المنطقة قبل كل شيء، مع التأكيد على دعم التعاون الثنائي بين قطر وتركيا في المجالات العسكرية والاقتصادية والمالية عبر الحرص على متابعة نشاط اللجنة العليا التي حققت نقلة نوعية وغير مسبوقة للعلاقات القطرية التركية، والتي زادت أهميتها بالأمس بعد توقيع عدد من البروتوكولات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتي وصلت إلى 15 اتفاقية .ولم يخرج الحوار التاريخي الذي عقد على أرض " دوحة الخير " عن التطرق إلى قضايا الساعة، وبالأخص قضية الشرق الأوسط الأولى " القضية الفلسطينية " والمطالبة بحل عادل لهذه القضية مع فك الحصار عن " غزة " ووقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية .وقد عبر فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان عن سعادته بتواجده في بلده الثاني حيث تناول العديد من القضايا ذات الصلة بالعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية، وأن هناك علاقات متينة، سياسية واقتصادية وتجارية وغيرها بين البلدين كانت هي محور النقاش والمباحثات خلال اللقاء التاريخي، وأنه سيتم التواصل بين الدولتين، وقال: " إنه لا بد من الانتقال إلى مراحل التنفيذ " .وأوضح أردوغان أن المنطقة والعالم الإسلامي يمران بمرحلة حرجة جدا خاصة في فلسطين وفي سوريا وفي عدد من المناطق، مؤكدا ضرورة التضامن لتجاوز كل المحن يدا بيد، وقال: " أنا أعتقد أن تركيا وقطر سوف تمضيان نحو المستقبل بخطى ثابتة "، وبين أن هناك دورا مهما للمملكة العربية السعودية ولدولة قطر ولمجلس التعاون .ولعل مواقف سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر كانت وما زالت ثابتة في نفس السياق منذ سنوات وما زالت بنفس النهج دون تغيير، فقد تحدث سموه مرارا عن قضايا الساعة في كافة المناسبات ومنها (القضية الفلسطينية)، حيث أكد في أحد خطاباته السابقة في كلمته بمقر الأمم المتحدة على ذلك حيث قال: "إنه لا يوجد شريك إسرائيلي لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وإن استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل وشامل هو وصمة عار للإنسانية، وأن قوى دينية إسرائيلية متطرفة تمارس إرهابها ضد الفلسطينيين" مشددا في السياق ذاته على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما يلزم إسرائيل بمتطلبات السلام، وأكد أن انتهاك المقدسات في القدس يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن قطر ماضية في تنفيذ تعهدها بدفع مبلغ مليار دولار لإعادة الإعمار في غزة .وأكد سموه على نبذ الإرهاب حيث بين أنه لا يوجد دين يدعو إلى الإرهاب في جوهره، وأنه لا وجود لصراع طائفي في المنطقة، وأن الخلافات الراهنة بين إيران ودول الخليج سياسية وليست مذهبية، كما أن غياب التوافق الدولي عائق أمام حل القضايا المهمة في المنطقة، مؤكدا أنه لا استقرار دون تنمية، ولا تنمية في ظل الحروب، معربا عن استعداد بلاده لاستضافة حوار في قطر بين إيران ودول الخليج .وكان سمو الأمير وما زال يؤكد على أهمية القضية السورية قائلا :"إن الحكومة السورية تواصل قمع شعبها، وإن تقاعس المجتمع الدولي عن وقف المأساة في سوريا يعد جريمة إنسانية، وأن ظاهرة الإرهاب تضع تحديات أمنية وسياسية خطيرة أمام المجتمع الدولي، وأن الصراع في سوريا تحول إلى حرب إبادة وتهجير جماعي للسكان، داعيا إلى فرض حل سياسي في سوريا ينهي عهد الاستبداد ويفتح المجال للديمقراطية . ** كلمة أخيرة قطر وتركيا تسيران بخطى مدروسة نحو المستقبل الزاهر لتحقيق الوحدة بين الدولتين نحو البناء والتنمية، مع الاهتمام بمكافحة الإرهاب بشتى صوره في العالم أجمع.