06 نوفمبر 2025

تسجيل

عملية التنمية لا يمكن أن تتحقق بقطب واحد هو الدولة

06 ديسمبر 2015

إن المرحلة تستدعي تكاتف مختلف الجهود سواء تعلق الأمر بالقطاعات العامة والخاصة وحتي الأفراد من أجل تحقيق التنمية المستدامة واستخلاص العبر والدروس من الخطاب الأخير لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، والذي وضع خارطة طريق واضحة المعالم للعبور لمستقبل واعد، فالدولة تعمل بكل جهد وإخلاص من أجل تحقيق الغايات والأهداف التي من شأنها رفعة المواطن وضمان حاضر ومسقبل الأجيال، ولابد للمواطن من الاطلاع بدوره على أكمل وجه من أجل تحقيق هذه الأهداف فالدولة تمكن المواطن من تحقيق غاياته والمواطن يجب أن ينشط ويعمل بفكره وجهده وتحويل الطاقات الكامنة والفضاء المفتوح نتيجة عمل الدولة إلى واقع ملموس من الإنجازات، خصوصا أن هذه الإنجازات قد تأتي بعد حالة من الاستفزاز الإيجابي بين المواطن والدولة لخلق جو من تدافع المؤسسات العامة والخاصة لتحقيق النتائج المرجوة، وقد تعمد الدولة لإثارة أفق انتظار المواطن وخلخلة منظومة توقعاته من خلال المشاريع الضخمة والحديثة لنقل حسه وتوقعاته لآفاق جديدة وعصرية تهيؤه لواقع جديد ولتدخل عناصر جديدة في منظومة مفاهيمه تكون داعمة لمشاريع التنمية وشروط نجاحها وإن كانت شبكة احتمالات المستقبل تملؤها الفجوات والفراغات إلا أن نسجها ونسيجها يصنع من خلال قرارات المجتمع بشكل فردي وجماعي، فالكل مسؤول إما من خلال مبادرات وإما من خلال الصمت، فإن كانت المبادرة فعلا إيجابيا فإن الصمت يخلق الفجوات التي تمكن من عملية البناء كما هي القطعة الموسيقية تتكون من نغمات وأصوات وفواصل تمتلئ بالصمت ولولا الصمت لكان هناك صوت واحد لا يطرب.. وفضاء احتمالات المستقبل عظيمة، وبالتالي فإن آلية تأليف مقطوعتنا التنموية راجع لنا كلنا كيف سننسج سجاد التنمية من خلال حسن اختيار الاحتمالات لا أحد يستطيع مساعدتنا فهذه مسؤوليتنا حكومة وشعبا ومؤسسات عامة وخاصة، رجال دولة ورجال أعمال وأفراد كل له دوره فإن أخلص الجميع فاز الوطن والمواطن وإن غلبت الأنانية خسر الجميع.فعملية التنمية لا يمكن أن تتحقق بقطب واحد هو الدولة، وإنما بتكاتف أفراد المجتمع ومؤسساته وتحمل الجميع لمسؤولياته فنحن شركاء في هذا الوطن نتقاسم حلوه ومره ومكاسبه لنا جميعا، وأي ضرر لا قدر الله يصيبنا جميعا، وبالتالي لابد من تكاتف الجهود وعدم تدافع المسؤوليات