18 سبتمبر 2025
تسجيلمشاريع شهداء غزة.. قطاع مساحته نحو ثلاثمائة ألف كيلو متر يمتد جنوبا وشمالا على الحدود المصرية من جهة والاحتلال الإسرائيلي من الجبهة الأخرى.. أقرب نقطة بين غزة وإسرائيل في حدود ستة كيلو مترات وأقصى نقطة نحو 35 كيلو مترا وللقطاع شاطئ يطل على البحر الأبيض المتوسط.. ومن أحياء ومدن القطاع، الشجاعية ودير البلح وقد كنت مهتما بشدة لمعرفة مدلولات هذه الأسماء وسألت عن دير البلح فوجدت أن شجرة النخيل تزين وتظلل هذه المنطقة وهي تنتج أجود أنواع البلح، وهذا كان سر التسمية وهناك حي الرمال.. وهو حي راق سعر المتر الواحد فيه يفوق آلاف الدينارات الأردنية حيث يتعامل أهل القطاع بالشيكل الإسرائيلي في المعاملات العادية وأسعار الأراضي بالدينار الأردني.. ونسبة لمحدودية المساحة في القطاع فإن أسعار الأراضي السكنية في عنان السماء.. وهناك حي خان يونس ويقولون عليه مدينة خان يونس ومدينة غزة وحي الشاطئ الذي استقبلنا فيه هنية وهي أول مرة التقى فيه بهذا الرجل الشجاع وأسلم عليه في يده.. وحي الشاطئ يقع على ساحل البحر المتوسط المطل على القطاع وهناك حي الزيتون ورفح المجاورة لمصر.. ويقطن هذا القطاع الضيق المزدحم بالأبراج العالية والعمارات نحو مليون ونصف المليون نسمة من المواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون بصعوبة من الزراعة والمنتجات التي يخربها الاحتلال في كل هجمة تشن عليهم وهي مساحات صغيرة ولكنها مستغلة بصورة جيدة وتحقق لسكان غزة الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية.. وبقية السكان يعيشون من عائدات أبنائهم بالخارج الذين ينتشرون في أصقاع الدنيا.. وفي غزة شاهدنا جسرا يعبر وأدى هو في الأصل نهر يأتي من سوريا ولكن الإسرائيليين استولوا على المياه.. وتصفوا الجسر الذي كان يستخدم لعبور السيارات والناس لذلك النهر الذي تم تجفيفه وسرقة مياهه يعني حرموا أهل غزة حتى من المياه التي كانت تأتيهم على الطبيعة ليستخدموها في الشرب والزراعة فلجأوا إلى حفر الآبار والطلمبات لرفع المياه الجوفية.. أما الكهرباء فهي مبرمجة (قطع مبرمج) كما كانت عندنا سابقاً.. الشباب في غزة خاصة الذين يعملون في وسائل الإعلام هم مشاريع شهداء يمشون على الأرض بانتظار أدوارهم يعملون في إيمان وحماس تعلو وجوههم علامات البشر وكنت انظر اليهم وكأني أرى علامات الشهادة في وجوههم النيرة..وفرحتهم الكبيرة بزيارة وفد اتحاد الصحفيين العرب لبلدهم لمؤازرتهم والوقوف إلى جانب قضيتهم العادلة التي يناضلون من أجلها.