11 سبتمبر 2025

تسجيل

الخطباء الشباب

06 ديسمبر 2005

الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برفع المكافآت المخصصة للخطباء القطريين بادرة طيبة، وتحسب لهذه الوزارة التي تسعى جاهدة لاستقطاب الكوادر القطرية للعمل في مجال الخطابة والإمامة. نحن نعرف مدى الأهمية التي تحظى بها خطبة الجمعة، وما يجب أن تكون عليه، والمطالبة بضرورة مواكبتها للأحداث الجارية. ولكن ما ينبغي التوقف عنده هو ليس الكم فقط، إنما الكيف، بمعنى أن يتم انتقاء العناصر التي يتوخى فيها الموهبة والاستعداد النفسي والذهني، والمقدرة الخطابية، ومن ثم يتم تأهيلها وإعدادها وفق منهج علمي واضح، وأساليب تدريبية، على أيدي خطباء وعلماء لديهم من العلم الشرعي، والإلمام بقضايا العصر، وتعويدهم على الممارسة العملية خلال اعتلاء المنابر. كذلك فإن التشجيع ليس فقط بالجانب المالي، بل التشجيع المعنوي، والأخذ بأيدي هذه الفئة المتدربة، وإرشادها بالطرق والأساليب المحببة، والعمل على تنويرها بما يخدم المجتمع والأمة، وانتهاج أساليب خطابية معاصرة، مع ضرورة التفريق بين الدرس الديني وخطبة الجمعة، التي للأسف، في كثير من الأحيان، تتحول خطبة الجمعة الى درس ديني، يدفع الى تنفير الناس، خاصة إذا كان الأسلوب تقليدياً في الطرح والتناول. نحن نقدر علماءنا وخطباءنا الأجلاء، الذين لهم مساهماتهم الدعوية والارشادية، وعملوا على تثقيف وإرشاد العباد، إلا أن المرحلة تتطلب عناصر شابة تتفاعل أكثر مع قضايا العصر، وهذا أمر طبيعي، فلكل مرحلة قضايا، سواء في عقل الأفراد أو المجتمع، ومن المهم أيضا أن تكون قضايا الأمة المعاصرة حاضرة على المنابر بأسلوب عصري، يقدم الحلول الإسلامية بعقلانية ومنهج واضح، لا إفراط فيه ولا تفريط. المنبر يعد من أبرز الوسائل التي تؤثر في المجتمع وفي الأفراد، وبالتالي من الضروري أن يكون التأثير بصورة واعية، وأن تكون الخطبة محل اجتذاب واستقطاب للعباد، يأتون إليها وهم في شوق وتلهف لها، وليس مجرد تأدية واجب فقط. نأمل أن تكون خطوة وزارة الأوقاف مقدمة لاستقطاب الكوادر الشابة للانخراط في مجال الخطابة والإمامة، والمساهمة بدور فاعل في تناول قضايا المجتمع والأمة برؤية إسلامية عصرية شاملة.