11 سبتمبر 2025
تسجيلما الذي خلّد العديد من مدن العالم؟ العديد من المعالم القديمة؟ وهذا ايضاً ينطبق على المدن عبر معالمها المتميزة، وإذا طوينا صفحات التاريخ نجد أن الفراعنة في مصر القديمة قد ساهموا في الحفاظ على دورهم الحضاري عبر الاهرامات والمسلات، وإذا انتقلنا الى الجانب الآخر من العالم القديم فإن ما تركته حضارة المايا من آثار يؤكد أن "الإنسان" قد عاش عبر الحياة حتى يترك هويته. في الصين هناك سور الصين العظيم، وفي الهند تاج محل وقصة الحب، في ايران آثار برسيبوليس، عشرات الاثار تحفظ بحق تاريخ الانسان والحضارات على حدٍ سواء، وخلدت لنا تاريخ الاغريق والرومان، وحتى تلك الحضارات التي سادت ثم بادت، كل هذا دليل على قدرة الانسان وتحديه في تخليد المكان اولاً ومن تسجيل الفترة الزمنية ان تمثال "زيوس" عند الاغريق يأخذ الانسان الى زمن الفكر والثقافة، كما ان تمثال السيد المسيح في البرازيل يخلق معتقداً لدى ذلك الانسان الوثني، لا يهم المادة أبداً، سواء ما كان منحوتاً من الجرانيت أو محفوراً في الجبال كما هو مجسد في الجبال كذكرى للرؤساء الاربعة في امريكا، أو مصنوعاً من الحديد والبرونز كما هو حاصل في "برج ايفل". هكذا تتعدد حقاً عجائب الدنيا، قديمة وحديثة، في العصر الحديث اصبح الأمر سباقاً محموماً بين كل عواصم العالم، لترك معالم تمثل حضارة هذا العصر، وتترك لدى السائح انطباعاً حقيقياً. في خليجنا المعطاء لابد للزائر ان يتأمل جمالية "أبراج الكويت"، وفي الأردن يعود القهقرى الى ماضٍ بعيد عندما يقترب من "البتراء"، أما في قطر فقد تحوّل مثلاً "سوق واقف" الى واحد من ابرز المعالم القديمة، أما ابرز المعالم واكثرها حضوراً في الذاكرة "الحي الثقافي – كتارا"، ان كتارا ولا شك واحد من أهم المعالم الحضارية ليس كإطار معماري فقط، ولكن كنهرٍ متدفق ومرتبط بالفكر والفن والثقافة في شمولية المفردات، والتجسيد الحقيقي والواقعي للفن والثقافة والفكر، وكيف لا.. وكل أطر الابداع تمتزج فيها، سواء ما ارتبط بالإرث المحلي القطري أو الخليجي والعربي أو العالمي؟. هنا مهرجان للنهمة عربياً في كل عام، والاستعداد على قدم وساق لاحتضان مهرجان الصوت، واحياء تراث غنائي ميز المنطقة ذات يوم "فن البسته" عبر اساطينه، والذين شكلوا علامات فارقة في هذا الاطار. من بمقدوره أن ينسى اصواتا غنائية احتلت ساحة الغناء سنوات وسنوات، من أمثال عبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وعبدالله فضالة وسعود الراشد، وعوض الدوخي، شادي الخليج، محمد بن فارس وضاحي بن الوليد ومحمد زويد وعدد آخر من مبدعي الكويت والبحرين قديماً، بجانب اسهامات احمد الجميري وابراهيم حبيب ومحمد علي عبدالله وغريد الشاطئ وحسين جاسم، بجانب اسهامات فناني قطر كل بدوره منذ الرعيل الاول من امثال اسماعيل القطري واسماعيل العبيدان وسالم فرج وادريس خيري وغيرهم، وصولاً إلى جيل فهد الكبيسي وعيسى الكبيسي وعايض ومنصور بوصبار وعشرات الأسماء. كتارا إذاً والابداع جناحان يحلقان بالابداع القطري كي يقدما للعالم الفكر والفن والثقافة القطرية الى العالم، كما ان الدور الموازي يتمثل في تعريف المواطن والمقيم على حد سواء بإبداعات العالم من الفنون والثقافات طوال أيام الاسبوع، وهذا الأمر قد خلق اطاراً تكاملياً في تحويل العالم بحق إلى قرية تتعرف كل جهة ما تفرزه الجهة من فكر وثقافة من العالم المتحضر. إذاً الآن ليس هناك منطقة تغلف الفكر وتحدد انطلاقة المبدع، وفي هذا الاطار لكتارا السبق من خلال فعاليات ذات صبغة كونية، منها ما هو مرتبط بالمحيط العربي مثل مسابقات الشعر، سواء في اطار الفصيح أو الشعبي، أو ما يترنم به الشاعر المسلم في حب رسول الانسانية عليه أفضل الصلاة والسلام، ذلك أن شاعر الرسول يستقطب في كل عام المئات من شعراء الضاد. وللحديث بقية. [email protected]