30 أكتوبر 2025
تسجيل**اهتمام سمو الأمير الوالد بالجزيرة كان سبب نجاحها فوصلت إلى العالمية بمهنية عالية**نترحم على أبناء الجزيرة من شهداء الواجب الإعلامي الذين سقطوا ضحية الاستعمار الجديد عندما تولى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في قطر سنة 1995 م، كانت طموحاته في مجال الإعلام ليس لها حدود، ففكر سموه في إطلاق محطة فضائية بشكل مخالف عما هو موجود على الساحة العربية في تلك السنة. وعندما انطلت قناة الجزيرة الفضائية في سنة 1996 م في عهد سموه كانت المفاجأة، إذ جاءت القناة بشكل مغاير للإعلام العربي الشائع في تلك الفترة، وأصبح مناخ حرية التعبير واسعا وغير مألوف في المجتمعات العربية، فحققت نجاحا باهرا لم يكن مسبوقا.كان الإعلام العربي في تسعينيات القرن الماضي يعيش فترة من التقاعس والكسل في تحقيق الرسالة الاعلامية المطلوبة للشعوب العربية، وهو ما انعكس سلبا وساهم في وأد حرية الكلمة وتغييب الشعوب عن المعلومات الصحيحة التي يبحث عنها ويتعطش الى سماعها، خاصة تلك البيانات والمعلومات التي تمس بعض الحكومات الدكتاتورية التي ذبحت الاعلام العربي من خلال التطبيل للرؤساء ونشر الاخبار الكاذبة والمفبركة.فأصبح المشاهد العربي يبحث عن محطة ناطقة بالعربية تقوم على الحيادية والشفافية في نقل الكلمة ونشر الحقيقة وتغيير الصورة النمطية للاعلام العربي، حيث مل ذلك المواطن من هذا التزييف في المعلومات المغلوطة التي لا تخدم الشعوب، بقدر ما تخدم حكوماتها وأنظمتها الفاسدة، فانها لا تخدم الرسالة الاعلامية.والمتتبع للجزيرة منذ انطلاقها سنة 1996 وحتى 2016 يجد انه مر على عمل هذه المؤسسة الرائدة 20 سنة من الابداع في العمل الاعلامي وبمهنية عالية غير مسبوقة في الاعلام العربي، بل إن نجاحها شجع الكثيرين من أصحاب "البزنس" من العرب على تقليدها وتطبيق مهنيتها العالية بصورة منسوخة بنسبة 100 % والسبب أن الجزيرة نجحت وتفوقت على الجميع، فلماذا لا تخرج الى الوجود جزيرة اخرى؟ كما يرى هؤلاء في نظرهم.نتذكر اليوم في هذه المناسبة العديد من الانجازات التي حققتها الجزيرة ولم تكن مسبوقة في الاعلام العربي سواء على الصعيد الاخباري والتقني، أو على صعيد السبق الصحفي، والتعامل بمهنية وجودة عالية في كل ما يقدم لخدمة المواطن العربي، هذا بجانب تقديم الجزيرة باللغة الانجليزية لخدمة المشاهدين في الولايات المتحدة ودول اوروبا على وجه الخصوص وتقديم خدمة اخبارية عالمية بجودة راقية للغاية، وهو ما لم تقدمه اي محطة عربية حتى الآن.نتذكر ايضا المراسلين والمصورين والفنيين الذين سقطوا شهداء في ارض المعركة، ولم يستسلموا للرصاص او لجيوش الدول الجبانة التي لا تعترف بنقل الكلمة الحرة والصورة المعبرة عن الحدث، فسقط هؤلاء الابرياء بلا رحمة، وهنا دعونا نترحم على جميع هؤلاء الشهداء، شهداء الواجب الاعلامي ان صح التعبير، من أمثال: — طارق أيوب — علي حسن الجابر — محمد الاصفر — زكريا ابراهيم.. وغيرهم.كما لا ننسى بعض الذين عذبوا وسجنوا بسبب حرية الكلمة من امثال:ـ تيسير علوني — سامي الحاج — عبدالله الشامي — محمد بدر — عبدالحق صداح.. وغيرهم.ونتذكر كذلك ما تتبجح به الولايات المتحدة من خلال عملها على نشر الحرية والديمقراطية في شتى دول العالم، وهي في نفس الوقت تضيق الخناق على الصحفيين والمراسلين والمصورين في العالم تحت رفع شعارات كاذبة، ولعل الجميع يتذكر الاعتداء الامريكي السافر على مكتب الجزيرة في مدينة بغداد، كما يتذكر قصف مكتب الجزيرة في مدينة كابول الافغانية، الذي كان يديره المراسل الشجاع تيسير علوني.وإذا تذكرنا اليوم قناة الجزيرة الفضائية وما حققته من انجازات خلال العقدين الماضيين، فاننا لا ننسى النجاح الباهر للقناة ابان تغطيتها للحرب على افغانستان لكونها القناة الوحيدة في العالم التي كانت تبث الاخبار والتقارير من تلك البلاد ومن فوق سطح احد البيوت، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، ونجحت في ذلك من خلال الصور والاشرطة التسجيلية الحصرية التي كانت تبث عبر قناتها مثل تسجيلات القيادي الشهيد اسامة بن لادن والظواهري وبقية المجاهدين، حيث حركت هذه الصور والتسجيلات الحية كل شعوب العالم وعنها نقلت محطات امريكا واوروبا والعالم اجمع ما نشرته الجزيرة حول مضمون تلك التسجيلات التي احدثت ربكة سياسية في كل دول العالم خلال تلك الفترة.ونتذكر ما اكتسبته القناة من اهتمام بالغ من قبل الشعوب العربية بسبب تغطيتها المتميزة للثورات العربية وبخاصة في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وهذا ما اكسبها حب الشعوب العربية خلال السنوات القليلة الماضية. كما لا ننسى تفوق الجزيرة في تغطيتها المحايدة في العدوان على غزة وما تركه ذلك العدوان الهمجي من آثار نفسية على الشعب الفلسطيني.ولا ينسى جميعنا التشويش الذي تعرضت له الجزيرة قبل سنوات من قبل بعض الحكومات الجبانة بغرض منع ايصال صوتها للمواطن العربي، وهي حركة كانت مفضوحة ومكشوفة للعالم أجمع. كما لا ننسى ايضا الهجمات والقرصنة الالكترونية ضد الجزيرة سنة 2003 م، وتكرار الشيء نفسه سنة 2011 م.كما تعرضت الجزيرة للحرب الشعواء ضدها من قبل بعض الحكومات العربية خلال السنوات الماضية بسبب عدم رضاها عنها فيما تبث من اخبار تعتبرها هذه الحكومات بمثابة اساءة لها ولسياساتها، وفي الحقيقة ان هذه الحكومات هي التي لا تعترف بشيء اسمه "حرية تعبير"!!وأخيرا:نذكّر بالعشرات من الجوائز الاقليمية والعالمية التي حصلت عليها شبكة الجزيرة خلال مسيرتها الاعلامية المعطاءة التي اثبتت للعالم أنها الافضل عربيا وتقترب من العالمية بكل ثقة واقتدار.كلمة اخيرةالجزيرة أصبحت اليوم شبكة إعلامية مرموقة ومؤسسة لها حضورها على الساحة الدولية في صناعة الإعلام، لكون قنواتها متخصصة، وتبث بعدة لغات في عدة مناطق من العالم، وهذا ما زاد من شعبيتها.