12 سبتمبر 2025
تسجيليرى البعض الحياة من خلال ذاته ، و ذاته فقط ويميل للسيطرة على من حوله بالوسائل المختلفة التي تكشف عن مدى تمركزه الأناني حول نفسه.وفى حين يعتبر حب التملك ميلا وغريزة طبيعية تظهر فى الطفولة كسلوك طبيعي إلا أنها قد تتحول لأحد أهم سمات الشخصية المضطربة التي تعجز عن إقامة علاقات جيدة وناجحة مع الآخرين.إن الميل للتملك هو في الأصل حاجة نفسية فالجميع لديه مايملكه من أشياء مادية أو معنوية أو اجتماعية تخصه ولا يحب أن يشاركه غيره بها وبتلك الممتلكات على اختلافها وتنوعها وأهميتها يحقق الإنسان لنفسه معنى الاستقلالية والخصوصية والحريّة، حتى يتصرف كشخص مسؤول فيما ينتمي إلى عالمه الذي اختاره حسب قناعاته.إلا أن البعض يتمادي في حب التملك ليشمل من حوله من البشر كالأصدقاء والأهل والأزواج والأبناء، وهنا يتحول حب التملك من كونه نزعة طبيعية إلى أن يصبح رغبة غير صحية وربما مرضية في بعض الأحيان تتمثل في انتهاك خصوصية الغير والميل للسيطرة على الآخرين والتحكم في تفاصيل حياتهم التي تهمهم وتعنيهم.ويعتبر حب التملك بصورته المرضية وغير المتوازنة عبارة عن عاطفة مندفعة غير ناضجة تحكمها الغيرة أحيانا وأحيانا الأنانية والتمركز حول الذات. وهو رغبة مرفوضة للشعور بالسيادة والتحكم في الآخرين وذلك لضمان حبهم واهتمامهم وعدم فقدهم . والحقيقة أن حب التملك هو المنتج الحقيقي للصراع الذي يعانيه الفرد مع نفسه أولا ثم مع غيره حيث يفشل الفرد في الاستمتاع بعلاقاته التي يفترض سلفا أنها حق خاص له ولا يحق للآخرين المساس بها ، كما يفشل الآخرون في محاولة إرضائه مهما كان وبلغ نوع العطاء وشكله وحجمه ومعناه بالنسبة للشخص ، ذلك لأنه يعتقد جازما أن العطاء حق خاص له فقط والتضحية لابد أن تكون من أجله فقط !! وتعتبر التنشئة الاجتماعية التي تعتمد على التدليل الزائد والحماية المفرطة هي أحد أهم أسباب ظهور حب التملك بصورته المرضية. كما يمثل الإهمال الذي يتعرض له الطفل فى سنوات عمره المبكره سببا آخر يتكون من خلاله الميل المرضي لامتلاك الآخرين والتشديد على عواطفهم والخوف من فقدانها.