12 سبتمبر 2025
تسجيل1- (عدم رفع رئيس السلطة محمود عباس شكوى ضد جرائم العدو رغم مطالبة كافة القوى الفلسطينية له بذلك ورغم المؤهلات السياسية والقانونية للسلطة لتقوم بذلك).* هو دليل على أن السلطة ومهما ادعت أو حصّلت من معاني الدولة وأشكال الدعم والاعتراف الدولي الذي تتغنى به، ليل نهار، فهي مجرد سلطة يتغطى بها الاحتلال وأنها أقل وأصغر من أن تواجهه، حتى سياسيا وحقوقيا. 2- (عدم تفعيل رئيس السلطة محمود عباس للمصالحة ولحكومة الوحدة رغم الاتفاق على ذلك ورغم كل تنازلات حماس). * دليل على أنه لم يأت للمصالحة من أجل ذات المصالحة ولكن لأسباب أخرى يرجح أن تكون من أجل الحرب على غزة وتخليص حماس من آخر مظاهر شرعيتها قبيل ما كان متوقعا من هزيمتها وتفكيكها.. ودليل أيضا على أنه ليس لديه قرار - عباس – أو لا يملكه للتقدم نحو مصالحة جدية، وما يقال سوى ذلك فلا يعدو أنه مجرد مناورات إعلامية لخداع الرأي العام ولتقطيع الزمن. 3- (المواجهة التي يخوضها الشيعة ضد الأمة في اليمن والعراق وسوريا.. وضد الثورات العربية). * هي تأكيد على أن إيران والنظام السوري والطائفية السياسية - عموما يلتقي مشروعهم مع الصهيوني في الاعتداء على الأمة الإسلامية والعربية تحديدا، كما يلتقي في الحقد التاريخي وفي العقد النفسية المسيرة لهما، وليس بالضرورة أن يكون بين المشروعين تنسيق أو تحالف، غير أن كلا منهما لا تقل خطورته بالنسبة لنا ولمصالحنا ومستقبلنا عن الآخر. 4- (بعض الدول العربية تحرض على الثورات المضادة وتتحالف مع أعداء الأمة وتبذل كل جهد في هذا السياق). * وهذا دليل على أن الثورات المضادة صناعة صهيوأمريكية، وأن وطنية هذه النظم وحرصها على شعوبها كلها مجرد دعايات للاستهلاك (الاستغفالي) من أجل تسكيت ضمائر السذج وهواة الفكر السياسي من المثقفين.. ودليل على أن هذه النظم لا تعرف الوطنية ولا تعترف بها إلا بقدر ما تخدم رواجها وبقاءها، في حين أنها على استعداد حقيقي ومطلق في سبيل ذلك لبيع الأوطان وقتل الشعوب وتبديل القيم. 5- (ممارسات النظام الانقلابي في سيناء ومبالغته في قتل الناس وإهانتهم وتهجيرهم إضافة لإزاحته مرسي واعتقاله ثم محاكمته واستهدافه لرموز ثوار 25 يناير). * هو خدمة للاحتلال الصهيوني في تشديد الحصار على غزة، خصوصا بعد الحرب الأخيرة، ثم بهدف الحيلولة دون أن تتطور سيناء وتصير مستقطبا للمصريين، ثم قوة رادعة وحائط صد إستراتيجي ضد الاحتلال الصهيوني. 6- (السكوت الرسمي لدول الغرب على جرائم الاحتلال وعلى جرائم النظم المتحالفة معه بحق شعوبنا). * هو الدليل الأبلج على أن هذا الغرب – الرسمي – لا يزال يفكر بعقلية الحرب العالمية الأولى والثانية والعصور الوسطى المليئة بالمؤامرات والتعصبات،. إنه في سبيل ذلك يفقد قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحد الأدنى من حق الجوار مهما زعق بغير ذلك. 7- (الأحزاب العلمانية والليبرالية واليسارية – على العموم - في مصر وتونس واليمن صارت تتحالف مع العسكر وتجاهر بكراهية الإسلاميين والاستعداء عليهم). * دليل على أن قضية هذه الأحزاب لم تكن في يوم من الأيام وطنية أو أخلاقية أو حقوقية أو ديمقراطية ولا حتى مطلبية.. وأنها ترفع هذه الشعارات لمجرد دغدغة عواطف التحرر ولسرقة التأييد الشعبي.. أما الدوافع الحقيقية المحركة لهذه الاتجاهات فهي إثبات الذات بعد سقوط الأفكار المادية العالمية ثم لخدمة ولاءات خارجية ومكتسبات شخصنة لرموز هذه الاتجاهات.8- (صمود الإخوان المسلمين دون سواهم - تقريبا - على المقاومة في فلسطين وإصرارهم على تكسير هيبة جيش العدو، ثم صمودهم وتضحياتهم في مصر واليمن، وإصرارهم على السلمية مع بني الجلدة في مقابل استسهالهم النزوع للقوة والعنف في مواجهة الغازي الأجنبي). * دليل على صدق وطنية ووسطية وحكمة هذا المشروع وعمق تربية القائمين عليه، ودليل على أنهم المتبقي شبه الوحيد من معاني الإسلامية الواعية والوطنية الصادقة والوجاهة الثورية، وأنهم المؤهلون كمشروع مستقبلي بلا منازع. 9- (قوة المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وليبيا دون سواها). * دليل على أن الثورة إذا سبقت الدولة في التشكل، فهي أثبت منها، وأن على الثوار في أي مكان ألا يسلموا أسلحتهم ما لم تستقر تماما العملية السياسية، وأن على الثورة أن تفرض منطقها الفكري في مقابل منطق الدولة الإداري. 10- (تعطل عملية التسوية في المنطقة بعد عشرات السنين من المفاوضات الماراثونية ومن التطبيع المجاني والتهافت الفكري والنفسي والوطني الأبله في سبيلها). * دليل على أن الصراع هو لب القضية الفلسطينية بخلاف ما كان يُظَن من أن القضية الفلسطينية هي لب الصراع في المنطقة، ودليل أيضا على أن العدو أحمق ويفتقد للرشد السياسي وأنه يسير بذلك لحتفه التاريخي. آخر القول: لم تنكشف الحقائق كما هي اليوم، وما عادت الأحداث بحاجة لمحللين إستراتيجيين يفهمونها ويفصلونها.. غير أن من الناس من يصرّ على العمى والصمم وصولا للبكم والسلامة الذليلة.