18 سبتمبر 2025

تسجيل

عكس السير

06 نوفمبر 2012

لك أن تتخيل أن الكل يأخذ مساره في الطريق، فإنك ستقود سيارتك براحة وطمأنينة ويقود الجميع سياراتهم براحة وسلامة كذلك، لكن فجأة وإذا بسيارة يقودها شخص عكس السير فماذا سيحدث؟ الكل سيرتبك ولن يرتاح أحد في قيادته والكل سيتضايق ويتأفف وقد تكون هناك حوادث والسبب عكس السير الذي سلكه هذا الشخص. وفي الحياة من يمشي عكس السير للأسف فيتقدم ويحصل ويجمع وتكون له في هذه المؤسسة وتلك المؤسسة المكانة، بل أحيانا يأتي موظف غير مواطن من إحدى الدول يعين على الدرجة السابعة وإذا به بعد أشهر قليلة ينقل إلى الدرجة الرابعة باستثناء، لأن مديره من نفس جنسيته ومن جماعته، والإجراءات تمشي له بكل سلاسة وأريحية بدون عناء ولا تعب، هذا يمشي عكس السير يحصل وتلبى طلباته، ومن عمل هذا الإجراء كذلك يسير عكس السير ويحصل وينال ما لم ينله غيره، أما غيره فعندما يطالب بحقه ويأخذ السير الصحيح حتى لا يؤذي الآخرين فيعطل ويؤخر سنوات وسنوات بحجة أنه لا يوجد.....!!! أو أن القانون لا يسمح له في التجاوز والصعود ويطبق عليه القانون بحذافيره وأن اللائحة تقول كذا وكذا. هل سيرتاح هذا ويكون عنده الرضا الوظيفي والاستقرار في هذه المؤسسة وغيرها. ومن ينتهي عقده في هذه المؤسسة بعد سنوات خدمة يأتي هو بشخص من نفس البلد " اسيوية " كأنها وراثة وتركة يسلمها هو من يشاء ويتحكم في الوظيفة. إنها مافيا الجنسيات والويل كل الويل إذا اقتربت جنسية أخرى من غير بلده من هذه الوظيفة، توضع له عراقيل ومطبات وصعوبات إلى أن يترك هذه الوظيفة أو يغير الإدارة. ومن يقضي على الكفاءات الوطنية أبناء الوطن ويستبدلها بجنسيات أخرى، ألا أنه يمشي عكس السير وان خيّل له أنه ناجح في عمله ويديرها بكفاءة. وهناك الكثير من يمشي عكس السير في مؤسساتنا — إلاّ ما رحم الله —. كيف يهنأ؟ وكيف يرتاح؟ وكيف يسعد؟ وكيف يطمئن؟ وكيف يعطي؟ وكيف ينام؟ وكيف يستيقظ؟ وكيف يبتسم ويطلقها هنا وهناك؟ من مشى عكس السير ولو أنجز وتحققت كل رغباته ومطالبه ومآربه. نحتاج إلى مراجعة صحيحة وفاعلة وجادة حتى نعدّل ونسير بالاتجاه الصحيح حتى لا تزيد الحوادث في مؤسساتنا. " ومضة " " ليس المهم السرعة التي تسير بها ولكن المهم أن تكون على الطريق الصحيح "