20 سبتمبر 2025

تسجيل

كل عام وأنتم بربيع

06 نوفمبر 2011

في كل عام وعند استقبالنا الأعياد المباركة نحلم ونتمنى أن نعيش أيامها بفرحة وبهجة وسرور لكن أغلب حكامنا العرب كانوا يحبسون عنا هذه الفرحة ببطشهم ودكتاتوريتهم وفي علاقاتهم مع العدو الصهيوني وتحالفهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ومحاصرتهم للمقاومة الوطنية سواء في فلسطين أو في كل قُطر عربي، لهذا كانت أعيادنا بلا بهجة وبلا روح وبلا فرحة وكنا نتبادل عبارات العيد والتهاني مع الآخرين من الأهل والأصدقاء بطريقة تخلو من المضمون فنقول كل عام وأنتم بخير.. بينما نحن كشعب عربي لسنا بخير.. ولسنا بسعادة.. ولسنا بفرحة.. لأن أحوالنا العربية ينقصها الخير والسعادة والفرحة.. ولأنها كانت كذلك فقد طالب الكثير من الكتاب العرب وأنا واحد من هؤلاء "بفرحة يا محسنين" وهذا كان عنوان أحد مقالاتي في جريدة الشرق القطرية في أحد الأعياد الماضية لكن ومع الأسف أصر هؤلاء الحكام على عدم الإحسان علينا بالفرحة.. واستمر بطشهم.. واستمرت دكتاتوريتهم.. واستمرت عمالتهم للغرب واستمر تعاونهم مع العدو الصهيوني.. واستمرت حربهم على المقاومة.. واستمرت أساليبهم في قمع الحريات والقهر والإذلال. اليوم وبعد نجاح الثورات العربية في تونس ومصر وبعد الخلاص من دكتاتورية القذافي على أمل الخلاص من علي عبدالله صالح وتحقيق المبادرة العربية بسورية فوراً وبدون تأخير.. فإننا نستطيع القول في أول أيام عيد الأضحى المبارك "كل عام وأنتم بربيع" لأننا نشعر بقدوم الربيع العربي حقاً ولعل نجاح الثورتين التونسية والمصرية هو مقدمة هذا الربيع الذي نتمنى أن نرى انتصاره قريباً وبوادر هذا الانتصار بدأت في تونس عندما شاهدنا تلك الانتخابات التشريعية التي جرت في جو من المصداقية والشفافية على أمل أن نرى الانتخابات المصرية تسير في نفس الأسلوب ونرى في مصر قيادة تمثل شعب مصر العظيم وعندما يتحقق ذلك في مصر فإننا سنرى الربيع العربي يطل على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، لأن مصر هي القيادة والريادة.. ومصر هي الدولة العربية التي يمكن أن تحمل الحلم العربي وهي القادرة على تحقيقه، وبالتالي فهي القادرة على حمل المشروع العربي الذي سيواجه تلك المشاريع الصهيونية والأمريكية والتركية والإيرانية لأن كل هؤلاء يحمل مشروعاً ويعمل على تحقيقه بما يحقق لهذه الدول أو الكيانات مصالحها بينما العرب وحتى هذه اللحظة لا يملكون مشروعاً عربياً في مواجهة هذه المشاريع. لهذا فإننا نتطلع إلى انتصار الثورة في مصر الشقيقة وبالسرعة الممكنة لأن الربيع العربي مهدد بخريف أسود ومرعب ومخيف سيحصد كل نبتة خضراء سقاها شعبنا العربي بدمه بثوراته المستمرة التي قدمنا آلاف الشهداء والجرحى من أجل أن نرى هذا الربيع العربي.. فكل المؤشرات الآن تدل على أن الغرب والعدو الصهيوني ومعه حاملو المشاريع الأخرى سواء الإيرانية أو التركية يخططون إما لاحتواء هذا الربيع وإما لسرقته وإما لتحويله إلى خريف وإما لحرق هذا الربيع وتحويله إلى صحراء جرداء قاحلة. ولعل نجاح المبادرة العربية في سورية هو المفتاح الآن لنزع محاولات هؤلاء من النيل من الربيع العربي لأن فشلها يعني إعطاء المبررات لكل أعداء الأمة العربية بتحقيق مخططاتهم ومشاريعهم وخاصة ذلك المشروع الذي بدأ بغزو واحتلال العراق برسم خريطة للشرق الأوسط الكبير لأن سورية دولة محورية فإذا لا سمح الله تفجر الوضع هناك وبتدخل أجنبي فهذا يعني أن الربيع العربي سيتحول إلى كارثة ودمار وخراب بل ان المنطقة برمتها ستتحول إلى بركان يحرق الأخضر واليابس لأن تلك المشاريع التي أشرت إليها سوف تتصارع، وكل مشروع سوف يستخدم أسلحته المتاحة ونذهب نحن العرب ضحية كضحية العيد.. ومن أجل أن نفوت الفرصة على هؤلاء لابد من الحفاظ على "تعريب" الثورة السورية.. و"تعريب" الثورة اليمنية.. وعدم السماح بـ"تدويل" هاتين الثورتين لأن تدويلهما يعني قدوم الخريف العربي. ولأننا ما زلنا بعيدين عن هذا الخطر الآن ونعيش أيام عيد الأضحى المبارك والربيع العربي.. أقول.. كل عام وأنتم بربيع..