16 سبتمبر 2025
تسجيلعيد مبارك.. فاليوم عيد المسلمين الكبير بعد أن وفق الله حجاج بيته الحرام في قضاء ركن الحج بالوقوف على صعيد عرفة الطاهر يوم أمس بكل يسر وسهولة وفقا لما وفرته بلادنا السعودية من خدمات ومشاريع ضخمة ومستمرة حيث جسر الجمرات الجديد وقطار المشاعر بل وجندت عشرات الآلاف من العاملين لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل مهمتهم لأداء الفريضة بيسر وسهولة. وتتنامى هذه الخدمات عاما بعد عام حتى غدا الحج رحلة إيمانية تضيف إلى أجر المسلم وثوابه المتعة والذكريات الخالدة بعد أن كانت قبل عقود زمنية قريبة محفوفة بالمشقة ويلازم الطريق إليها الكثير من دواعي الخوف والوجل ولكن بفضل الله بدلت الجهود السعودية تلك الصورة النمطية بالكثير من الإنجازات والمشاريع التطويرية المستمرة والتي تمليها الحاجة وتزايدت أعداد الحجاج، وهذا تؤكده الدراسات الميدانية التي توظف لها الدولة السعودية " مركز أبحاث الحج " والذي يعمل وفقا لدراسات متعمقة ويوظف الخبرات العالمية الواسعة لاستنتاج الحلول وفقاً للأسس الشرعية لتنفذ كمشاريع يشاهدها الحجاج ويستفيدون من خدماتها. فالحج وخدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة حيث قبلة المسلمين والمشاعر المقدسة، وفي المدينة المنورة حيث مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام فكل تلك الأماكن هي الشغل الشاغل للدولة منذ يومها الأول بل تظل هذه الخدمة هي الشرف الكبير الذي يتفاخر به السعوديون دائما ولا أدل على ذلك سوى أن يتسمى ملك البلاد بلقب خادم الحرمين الشريفين منذ أن أقر ذلك الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1406 هـ واتخذ الملك عبدالله بن عبدالعزيز نفس اللقب مواصلاً مسيرة خدمة الحرمين بالمزيد من المشاريع التوسعية والتطوير حيث دشن في رمضان الماضي مشروع أكبر توسعة للحرم المكي بإضافة مساحة 400 ألف متر لترتفع الطاقة الاستيعابية للحرم إلى 1.2 مليون مصلٍ وبحجم إنفاق إجمالي يصل إلى 130 مليار ريال. عموما نسأل الله أن يتقبل من الحجيج حجهم وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين مغفورا لهم وأن يوفق الجهود في بلادنا للمزيد من النجاحات لتأمين مواسم الحج دائماً بكل يسر وسهولة. ومن الجهود السعودية في خدمة الحجيج إلى جهود دولة قطر الحيثية لخدمة إخواننا في العروبة والوقوف معهم من أجل تحقيق رغبات شعوبهم في الخلاص من أنظمة الاستبداد. وكما أشرت في مقال الأسبوع الماضي حول الإجماع العربي والعالمي وتقديره للجهود القطرية التي حققت للشعب الليبي الخلاص من مرحلة الظلم والاستبداد والذي قدر دموع السيد عبدالرحمن شلقم مندوب نظام القذافي في الأمم المتحدة حينما بكى سعادته استدراراً للعطف الدولي الذي نسقت له دولة قطر استجابة لدموع الإخوة في ليبيا عموما، ولكن حين يقابل السيد شلقم تلك الوقفة القطرية الأخوية التي حققت أمنيته أو توافقت مع حساباته الذاتية أو المرحلية كما يرسمها شخصه بتنكر ويصنفها وفقا لمزاجيته الغريبة بالهيمنة القطرية على المجلس الانتقالي والتشكيك في عمليات جمع السلاح . وأقول واصفاً حديث شلقم بالمزاجية الغريبة كون الرجل دبلوماسياً مخضرماً يجيد انتقاء المفردات وصياغتها للتوفيق بين الدول أما أن يكون ناكراً للجميل القطري بهذه السرعة وبهذا الأسلوب الخالي تماماً من أصول الدبلوماسية ودموعه التي سقطت في رواق الأمم المتحدة لم تجف بعد، فهذا إحباط في شخصه، لأن انسجام الآراء الليبية عموماً وموافقتها على الدور القطري كان كثيفاً وقد يعارضه البعض ممن يملكون أجندات مخالفة لفكر المجلس الوطني الليبي بشأن الدور القطري فبحسابات الديمقراطية تظل المساحة للرأي الآخر متاحة ولكن حين يتحدث المرء بلسانين مختلفين تتجه إليه الأنظار بقوة بيد أن إخواننا في قطر من الذكاء في الفهم واستشراف الأفكار واستقراء النتائج مبكراً فلم يستغربوا حديث شلقم فهم مدركون حقيقة الأفعال والردود حولها. لذلك ستظل الجهود القطرية نحو ليبيا مستمرة بإخوة ومودة أسوة بمواقفها في كل الأزمات العربية. [email protected]