11 سبتمبر 2025
تسجيليعتبر العمل في غاية الأهمية لطرفي معادلة العمل أي للعامل أو الموظف وكذلك لرب العمل سواء أكان العمل حكوميا أو خاصا فهو بالنسبة للعامل أو الموظف قد يكون مصدر الرزق الوحيد له لكي يعتاش منه هو وأسرته وهو مصدر ادخاره إن تبقى لديه شيء منه بعد وفائه بالتزاماته الحياتية اليومية الضرورية وهو ضرورة له على الصعيد الاجتماعي والنفسي باعتبار أن العمل يعطيه شعورا بالانتماء إلى عجلة البناء لوطنه ولأنه يجد في عمله فرصة للإبداع والتطور والنمو.... إلخ وهو كذلك ضرورة هامة وقصوى لرب العمل سواء أكان جهة حكومية أو قطاع خاص وبغض النظر عن ماهية العمل أو المهنة لأن رب العمل أيا كان بحاجة ماسة إلى من يتولى القيام بالعمل أو الخدمة المطلوبة وهو لذلك دائم التطلع لمختلف المهن والتخصصات حتى يستطيع تسيير عمله أو تقديم الخدمة المطلوبة للجمهور وكيفما نظرنا إلى العملية فإننا سرعان ما ندرك أهمية العنصر البشري فهو عصب أي عملية تنمية وتطور ونماء وإنتاج ولهذا فالعنصر البشري هو المحرك الأساسي والفاعل في عجلة الاقتصاد والاجتماع وبناء الأمم وتطورها على مر العصور وهو العنصر الحاسم الذي من خلاله يمكن قياس درجات التقدم والتخلف بين النمو والتأخر وكل ذلك يعتمد اعتمادا قويا ومتينا على العنصر البشري ومدى كفاءته ومهارته وتطوره وإبداعه وخير مثال على ذلك هو أنه لا يمكن لأي شركة أو مؤسسة أن تتطور وتطور منتجها وتستطيع مواكبة كل تقنيات العصر وأن تكسب المزيد من العملاء وأن تحقق المزيد من الأرباح من دون إرادة العنصر البشري الذي لديها وكذلك على صعيد تقديم الخدمات العمومية للمواطنين كيف لها أن تقدم بكل يسر وسلاسة وبدون بيروقراطية وتعطيل وإن تطور من أدائها وخدماتها من دون وجود العنصر البشري الكفء والمعطاء الذي لديها ومع ضرورة توافر الكفاءة والعلمية والمهارة والخبرة الواسعة يبقى عنصر الإخلاص والتفاني في العمل أو الخدمة هو المحرك الأساسي والعامل الأكثر ديناميكية في كل العملية التنموية أو الخدمية فتوافر عنصر الإخلاص والتفاني هو ذروة العطاء الذي يمكن للموظف أو العامل إعطاؤه للعمل الذي يشغله والذي يتمثل في العديد من النواحي هذا وإن كان ليس هناك من معايير محددة لقياس درجات الإخلاص والتفاني. إن الإخلاص والتفاني في العمل يتجلى في احترام الوقت وإعطاء كل خطوة من خطوات العمل الوقت الذي يتطلبه والضروري لأن الوقت له تكلفته بالنسبة لرب العمل وللعميل وكذلك للمواطن الذي ينتظر للحصول على الخدمة المطلوبة وكذلك المحافظة على أموال وأصول وموجودات رب العمل والمؤسسة أو جهة العمل الرسمية وكذلك العمل بكل حرفية ومهنية للعمل المناط القيام به أو للخدمة المطلوب تقديمها والتعاطي الإيجابي السلس والسهل مع عملاء الشركة أو المواطنين طالبي الخدمة والتعاون الإيجابي مع بقيه الزملاء لما فيه دفع جماعي لجهة العمل التي يعمل بها والابتعاد عن المنازعات والعمل الشللي والمشاحنات والعمل بروح الفريق الواحد للتقدم بالشركة أو المؤسسة إلى الأمام. وكذلك المحافظة على أسرار العمل ومكوناته من المنافسة لأنه بغير ذلك يعتبر تحطيما لقدرات صاحب العمل وللمجالات التي يمتاز بها عن غيره وكذلك احترام القوانين والقواعد والأصول والأنظمة والتعليمات المعمول بها لأن الهدف منها عندما وضعت كان تنظيم العمل وفي التنظيم والترتيب خفض للتكاليف وتوزيع للمسؤوليات والمحاسبة عليها. وكذلك الإبداع والابتكار يقع في ذروة العمل المخلص فكل عامل أو موظف ومهما كان موقعه في الهرم التنظيمي أو مهنته يستطيع أن يكون مبدعا ومبتكرا لكل جديد على صعيد إنجاز ما هو مطلوب منه والابتعاد عن العمل الروتيني المقيت لأن الإبداع والابتكار هو عمل ممكن ومستطاع في كل عمل ووظيفة مهما كانت. إن مطالبتنا للعامل أو الموظف بأن يتمتع بأعلى صفات الإخلاص والتفاني والجدية والارتقاء بعمله هو في النهاية يصب في خدمة العامل أو الموظف ولكن في الوقت نفسه والأهمية هو في صالح رب العمل لأن في وجود أناس مخلصين لعمله ومتفانين فيه هو أكبر خدمة يقدمونها من أجل علو شأن شركته ومصلحته وتزايد أرباحه ومن هنا يقع عليه واجب توفير كل الظروف المعنوية والمادية والحوافز بأشكالها المختلفة والمتنوعة لكي تتلاقى مع إخلاص العامل والموظف لما في ذلك من مصلحة مباشرة للجميع وبهذا نكون قد أضفنا جميعا قيمة اقتصادية عالية نخدم بها وطننا الغالي.