20 سبتمبر 2025

تسجيل

ملح وسكر

06 أكتوبر 2016

الأبيضان أو السكر والملح متهمان بشدة، وأنهما سببان رئيسيان في معاناة كثيرين من بني البشر، خلال العقود الأخيرة الماضية وإلى يوم الناس هذا. بالأمس تحدثنا بإيجاز واختصار عن إحدى مشكلات العصر عند كثيرين، والمتمثلة في ارتفاع نسبة الكولسترول الضار بالجسم، الذي بارتفاعه ترتفع معه الدهون الثلاثية وينخفض في الوقت ذاته الكولسترول النافع الطيب.حديث اليوم حول السكر الأبيض المكرر، الذي يعتبره البعض أشد خطورة من الكولسترول، باعتبار انتشاره الواسع ووصوله العميق إلى كافة الشرائح العمرية، ابتداء من الأطفال ووصولًا إلى كبار السن، تراه في الأطعمة والمشروبات المتنوعة وبنسب مختلفة، وقد يكون متخفيًا في الأطعمة الكربوهيدراتية حتى يدخل الجسم ومن ثم يكشر عن أنيابه ويخرج إلى خلايا الجسم.اليوم صرنا نستهلك من السكر الشيء الكثير، سواء من حيث نعلم أو لا نعلم، الأطفال هم أكثر من يستهلك السكر، وفي هذا خطر كبير قد لا نشعر به سريعًا، وربما اعتقدنا أن تحركاتهم ونشاطهم، كفيل بحرق ما يستهلكونه من سكر واضح أو خفي في حلوياتهم أو مأكلهم ومشربهم. الدراسات العلمية تنذر بخطورة ارتفاع استهلاك الأطفال للسكر على صحتهم المستقبلية، فارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين والسمنة ومشكلات الكبد، كلها أمراض مستقبلية لمستهلكي السكر بأكثر مما ينبغي. ولا شك أننا كآباء وأمهات، نتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، فأغلبنا يستهلك في البيت من السكر أكثر مما يستهلكه الأطفال، فلا غرابة إن وجدنا السكر محبوبًا عند لأطفال في بيوتنا بصورة وأخرى.بعض الحزم في التعامل مع النفس مطلوب، كطريقة من طرائق مواجهة هذا الخطر، وبالمثل بعض الحزم مع من نعول ونتحمل مسؤولية تربيتهم، فيما يتعلق بالمأكولات والمشروبات السكرية تحديدًا. لنبدأ بطريقة أخرى في تغيير ثقافة الأكل والشرب في البيوت، واستبدال السكريات بالفواكه أو العسل، والتقليل من العادات الغذائية السيئة، لاسيَّما الوجبات السريعة، فالوقاية من السكر الآن، مع ما في ذلك من شعور بالحرمان من الطيبات المحلاة، هي أفضل من معاناة التعامل مع الأمراض مستقبلًا، حيث الحرمان أشد، وربما المعاناة أعمق. كلمة أخيرة للجهة المسؤولة بالدولة عن صناعة واستيراد الغذاء، تتلخص في أهمية تبيان نسبة السكر والصوديوم والكربوهيدرات والدهون في المأكولات والمشروبات المباعة، على غرار ما هو واقع في بعض الدول الأوروبية، فإن تلك المعلومات ترشد المستهلك وتتيح له المجال لتنظيم مأكله ومشربه، قبل أن تتطور الأمور عنده وتضطر المستشفيات للقيام بهذا الدور.عافانا الله وإياكم من أضرار الأبيضين، السكر والملح.