01 نوفمبر 2025

تسجيل

أزمة الموازنة الأمريكية .. حالة لا نفهمها

06 أكتوبر 2013

تمثال الحرية في إجازة بسبب أزمة الموازنة للحكومة الأمريكية, والسيد أوباما ربما لن يستلم رواتبه هذا الشهر أسوة بآلاف الموظفين في المؤسسات الفيدرالية الحيوية، فهم أيضاً في إجازة مفتوحة يتوقع أن تكبد الاقتصاد الأمريكي عشرات المليارات من الدولارات شهرياً حسب بعض الدراسات التحليلية للموقف؛ وعلى الجانب الآخر وفي ظل الانفتاح الإعلامي العالمي تبدو شخصية الدولة العظمى على المحك، خاصة بعد سلسلة المواقف السياسية المترددة لها تجاه العديد من القضايا والمواقف العالمية وآخرها في سوريا, ومع أن حالات الشلل المالي ليست بجديدة على الحكومة هناك وصادف أن واجهت الرئاسة الأمريكية في ولاية الرئيس بيل كلينتون عام 1996م نفس الأزمة والتي تخلفها دائماً جملة تجاذبات ومنافسات سياسية بين قطبي السياسة الأمريكية في تركيبتها المعقدة، فربما هي السبب الأبرز وراء الأزمة التي لم يفهم العامة لها قاعا من باع؛ فهي كمن يملك أكبر قصر في المدينة تحيط به الحدائق وتزين أركانه التحف النادرة ويعرف عن صاحبة السلطة والسطوة والأملاك المتنوعة والأصحاب في كل مكان ثم تفاجأ بانقطاع الكهرباء عنه لعدم تسديد الفاتورة ! وبالطبع السبب ربما يكون الحنق على ساكن القصر من المتنفذين في شركة الكهرباء، فهم من رغب إحراجه في أقرب فرصة تتاح لهم, حيث يظل الجمهوريون بغالبيتهم الحزبية هم من يحرج الرئيس الديمقراطي دائماً في ظاهرة متكررة قد لا تكون محسوبة النتائج تجاه مستقبل الإدارة لبلد يعتمد على استعراض الهيمنة والقوة العسكرية والاقتصادية غالباً لإبراز تفوق مقوماته الحضارية؛ فالجيوش الأمريكية الآن في حالة شلل في بعض مفاصلها حسبما يُذكر بسبب الأزمة, فهل تمارس الولايات المتحدة الاستعطاف لجذب المساعدات والمناورة لرفع سقف مديونياتها والتهرب من الوفاء للدائنين في الداخل والخارج لمجرد النهوض من أزمتها وبقاء "بالونها" الاستعراضي منتفخاً دائماً ؛ فالصديق وقت الضيق كما يقول العرب؛ فهل نهب نحن في الخليج ضمن جملة أصدقاء الولايات المتحدة لنكون في صدارة الدول المانحة لدعم موازنة الحكومة الصديقة ودعم اقتصادياتها كما في العام 2009م عندما دشن العالم مجموعة العشرين للدول الأقوى اقتصادا؛ أم هل نستعيد ذكريات "ريال فلسطين" الذي كنا نستقطعه من مخصصات فطورنا اليومي في المدارس لنهبه لدعم جهود الصمود العربي الفلسطيني ليكون الريال في عصر العولمة "الريال الأمريكي" , فكل الاحتمالات متاحة حالياً للتعامل مع تلك الظروف التي صنعتها السياسة كمناورة محسوبة بين الحزبين هناك ربما للالتفاف على اقتصاديات العالم والنيل من مكتسباتها بطرق قانونية للحفاظ على واجهة الرأسمالية العالمية بقواها وفعالياتها, بيد أن المساس بمقدرات الشعوب والاستقطاع من لُقم عيشهم أمر فيه تحريض على ردود الفعل غير المحسوبة حتى بين الشعب الأمريكي الموقوف بعضه عن العمل بل ويهز الثقة في حكومة بلاده تماماً، كما يستشعر العالم الآن التشويش في المظهر العام الأمريكي، فقد نسفت رسالة الولايات المتحدة أمام شعوب العالم كما تذكر السيدة ماري هارف المتحدثة في الخارجية الأمريكية، لاسيما دول الديمقراطية الصاعدة التي تتبنى الولايات المتحدة محاولات تقويمها ونقدها غالباً , وكما قالت العرب "لا يعيب الرجل سوى جيبه"، فمن العيب أن تساق البلد العظمى نحو الإفلاس وتتجه نحو الاستجداء لتكون ملامح حضورها نهباً للتكهن والسخرية واحتمالات المواعيد للانهيار الكامل في وقت ربما لا يكون مناسباً لخلخلة القوى العالمية, ولا أعرف كيف تمكن مساعدة أمريكا، هل بالدعاء لها أم بالدعاء عليها؟.