17 سبتمبر 2025

تسجيل

أعد إلي ذاكرتي أرجوك !!!

06 أكتوبر 2011

لم يدر بخلدي ولو للحظة أن أحداً سوف تمتد يده لتحطم زجاج عربتي ليتناول اللابتوب من داخلها دون أن يضع أي اعتبار لمشاعري عندما أعود من الصلاة التي استغرقت عشر دقائق بمسجد القوات المسلحة من الرابعة والنصف وحتى الرابعة والأربعين دقيقة... حقيقة لقد شعرت بحزن عميق انتابني وأنا أعيد شريط لحظات اكتشافي الحادثة... أمام المسجد... ومسجد القوات المسلحة الذي يؤمه القادة والمسؤولين بمن في ذلك رئيس الجمهورية وربما بعض ضيوفه في يوم من الأيام... وكان داعي الحزن العميق هو أن هذا الجهاز يحتوي معلومات وموضوعات غاية في الأهمية ولا يمكنني توفيرها مرة أخرى... زجاج العربة يمكن أن يعوض.. ويمكن أن ينكسر إذا صادف عربة داست على حجر في الإسفلت أو تصادف مرور عربة تحمل شحنة من خرسانة وتمر أمامك وحبات الخرسانة تتساقط على الشارع.. والجهاز يمكن شراء غيره.. ولكن كيف سأعوض المعلومات التي تشكل بالنسبة لي الثروة التي أعيش بها ولها.. هي ليست معلومات ذات صلة بالمال والذهب والفضة وإنما هي معلومات تخصني وتخص مهنتي ورصيدي الذي ظللت أبنيه حوالي ما يزيد عن الأربعين عاماً. فبالله عليك أيها اللص أعد إلي ذاكرتي ولك الأمان في ما سرقته فقط أريد ما في أحشاء الجهاز الذي سوف تبيعه بأبخس الأثمان وسوف أكون شاكرا وممتنا لك إن استجبت لهذا الرجاء، أما إن أبيت ومضيت في طريقة التخلص من محتويات الجهاز وبيعه، فإن لعنة سوف تطاردك ما حييت وسوف تكون ملعونا إلى يوم الدين، ولن تنفعك الدراهم التي تقبضها جراء بيعك. ويا أيها المشتري أنت كذلك ستكون شريكا في هذه الجريمة وسوف تطاردك لعنة الله إلى يوم الدين. هذه الرسالة أود أن أوصلها إلى السارق البائع والمشتري فهلا أتت معلوماتي فهي أهم لدي من أموال الدنيا وأجهزة العالم... وأنا أتابع إجراءات إصلاح زجاج العربة وأرد على أسئلة بعض المعارف عن أسباب وجودي في شركة التأمين، علمت أن العشرات بل المئات من ضحايا سرقة السيارات يحكون القصص والحكاوي عن أنواع السرقات التي يتعرضون لها بذات الطريقة وذات الأسلوب وبمهارات عالية وقدرات لا يصدق المرء تحققها في بلد الإيمان والشريعة والجهاد.. مجاهدة أعداء الدين والوطن، مجاهدة العملاء والخونة.. مجاهدة لقمة العيش.. ومجاهدة أعداء النجاحات وأعداء الاستقامة.. بلادنا مفتوحة على مصراعيها بصورة لا توجد في أي بلد إفريقي أو عربي أو أوروبي.. مفتوحة كقلوب أهلها الكرماء الفضلاء.. الذين يقول لسان حالهم يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل. بلادنا الطريق إلى مكة والمدينة.. بلادنا المياه والكلأ منذ آلاف السنين بلادنا يدخلها غيرنا بلا قيود وندخل بلادهم بعد تجاوز ستين قيد.. أليس من العدالة أن تكون المعاملة بالمثل... إذا ألغينا التأشيرات فعليهم إلغاؤها.. وإذا ألغينا السجل للأجانب، عليه إلغاؤه!؟.. اليوم الشوارع تمتلئ بالأجانب.. البيوت بالإيجابيات تمتلئ نحن نرحب بهم في بلادنا.. فقط نريد أن نطمئن أن أحوالهم الصحية سليمة وأنهم مسالمون لا يمارسون أي شكل من أشكال الخروج على أصول الضيافة وأن تكون الضيافة لفترة محدودة.. وأن تكون هناك سجلات يمكن الرجوع إليها لزوم الإحصاء والتدقيق بل وحتى لزوم الأمن الغذائي.. وعموم الأمن بصفة عامة.