20 سبتمبر 2025

تسجيل

يحرقون القرآن والمسلمون صامتون !!

06 أكتوبر 2011

في الأسبوع الماضي أقدم المستوطنون على حرق مسجد في قرية طوبا بالجليل الأعلى من فلسطين المحتلة وأحرقوا كل المصاحف الموجودة بداخله وكتبوا شعارات مهينة ومذلة ومخجلة ضد العرب والمسلمين على جدران المسجد المحروق. حرق هؤلاء الصهاينة هذا المسجد وحرقوا بداخله القرآن الكريم ولم نسمع قلباً مسلماً في عالم المليار ونصف المليار مسلم قد حرق من هذه الجريمة التي استهدفت كتاب الله وبيتاً من بيوت الله.. ولم نسمع من الدولة التي تدعي الديمقراطية والحرية الولايات المتحدة الأمريكية إدانة أو شجباً ضد هذا العمل الإرهابي، ولم نسمع من رئيس هذه الدولة الرئيس باراك حسين أوباما كلمة واحدة تدين هذا العمل الذي مس مشاعر ملايين المسلمين، كذلك لم نسمع من الغرب كافة ما يدين أو يشجب ما قام به هؤلاء المستوطنون الصهاينة. إننا نسأل ونتساءل بعد هذه الجريمة النكراء ماذا لو أن الفلسطينيين أو المسلمين أو المسيحيين في فلسطين أحرقوا كنيساً يهودياً في فلسطين المحتلة، وماذا سيقول أوباما أو سيقول الغرب؟ الإجابة حاضرة وواضحة سيهب أوباما والإدارة الأمريكية ومعه الغرب عموماً ويعتبرون هذا العمل عملاً إرهابياً ويطالبون السلطة الوطنية الفلسطينية بمعاقبة هؤلاء الإرهابيين وإلا فالويل لكل فلسطيني ولا استبعد أن يشهن العدو الصهيوني حرباً بالرصاص المسكوب كما فعل بجريمته على قطاع غزة عام 2008 وقتل حوالي 1600 مواطن فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ وشرد حوالي 6 آلاف شخص ولا استبعد أيضا أن يبارك أوباما ومعه الغرب عموماً هذه الحرب بذريعة حماية المقدسات الدينية ومحاربة الإرهاب. ولكن وبما أن من أحرق هذا المسجد وأحرق القرآن الكريم هو صهيوني، فهذا يعني أنه فوق القانون هكذا رفعته الإدارات الأمريكية المتعاقبة وجعلت من هذا الكيان الصهيوني كياناً لا يمكن محاسبته ولا يمكن حتى معاتبته، فسلاح "الفيتو" الأمريكي جاهز لدرء وردع أي إدانة أو شجب أو استنكار ضد أعمال هذا العدو الإرهابية، والدليل على ذلك مئات بل آلاف المرات التي استخدمت الإدارة الأمريكية هذا الفيتو في أي توجه عربي أو عالمي لإدانة هذا الكيان الغاصب ولعل "الفيتو" الأمريكي الجاهز الآن ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية بمجلس الأمن خير شاهد على ذلك. إن إحراق مسجد طوبا وإحراق المصاحف بداخله ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها المستوطنون إلا أنها مؤشر خطير ومهم وناقوس خطر قادم لمعرفة ردة فعل المسلمين ليس في فلسطين المحتلة فقط، وإنما في العالم بأسره وكيف يتصرف هؤلاء المسلمون في حال أقدم الصهاينة على حرق المسجد الأقصى. الآن لابد أن يتحرك المسلمون في شتى أنحاء العالم لمعاقبة الصهاينة على هذه الجريمة النكراء وألا ينتظروا من الغرب إنصاف دينهم والدفاع عن قرآنهم أو يتوقعوا من هذا الغرب شجب وإدانة هذا العمل الإجرامي لأن هذا الغرب ليس صادقاً في دفاعه عن الديمقراطية وعن المقدسات الإسلامية وعن الحقوق العربية والإسلامية، بل أنه حليف للعدو الصهيوني والداعم له في كل أعماله الإرهابية والعدوانية ولعل رئيس اللجنة الرباعية توني بلير خير شاهد على انحياز هذا الغرب للعدو الصهيوني، فهذا المجرم قتل ومعه المجرم الأول جورج بوش مليوناً ونصف المليون عراقي عندما غزت القوات الأمريكية والبريطانية العراق عام 2003 بدون تفويض دولي وبدون قرار دولي أو بدون مبرر قانوني أو أخلاقي، فكيف يمكن لهذا المجرم وللإدارة الأمريكية والغرب عموماً الدفاع عن مقدساتنا وديننا وقرآننا.. لهذا فإن مسؤولية الدفاع عن مقدساتنا وقدسنا الشريف هي مسؤولية العرب والمسلمين، فلابد أن يهب المسلمون ويتحركوا الآن ضد هذه الجريمة لأن هذا العدو إذا شعر بأننا صامتون وغير مهتمين أو مكترثين بحرق هذا المسجد وحرق القرآن الكريم سوف يتشجع مستقبلاً على حرق المسجد الأقصى لأنه لا يخاف من عقاب.. ومن أمن العقوبة أساء الأدب.