14 سبتمبر 2025

تسجيل

أذكى مما تظن وأغبى مما تعتقد 

06 سبتمبر 2018

الذكاء والغباء كلمتان متضادتان في المعنى والصفات ، يختلف تعريفهما العلمي عن التعريف الاجتماعي العامي السائد في مجتمعاتنا بأن نقول "فلان ذكي يفكر صح عرف أشلون يجيبها"، و"فلان غبي فشلنا وسُود وجيِيهنا" .  فالأغبياء قد يشكلون خطراً كبيراً في حياتنا ، ولكن في كثير من الأحيان يكونوا عنصر تسلية وضحك ، ولربما تصادفون منهم في حياتكم اليومية الكثير من هذا النوع ، مثل سائق غبي يستخدم الإشارة لينعطف يميناً وفجأة ينعطف لجهة اليسار ، أو موظف غبي في مكان عمل يرى نفسه قادراً على فعل أشياء لا يمكنه في الواقع فعلها لمجرد أنه قضى سنوات عمل طويلة تجعله يعتقد أنه الأفضل في مجاله، أو مسؤول بيروقراطي غبي يسعى إلى فشل المؤسسة بأحاديه رأيه،  ويضيع من وقت وجهد موظفينه بإجبارهم بتنفيذ أمور إدارية جوفاء ، ويهمل الأمور الأساسية، والكثير منهم يتسبب في ضعف المؤسسة وتفككها ويؤدي إلى إحلالها ،  في كثير من الظروف بسبب قلة الإنتاج وزيادة استهلاك الميزانية ، والسبب الرئيسي إدارة المؤسسة من قبل مسؤول غبي.  فمسؤولية الإدارة الصحيحة تحتاج إلى الكثير من المهارات القيادية، واتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات الصائبة ، وتفادي الخسارات المحتملة ، وتحقيق أكبر قدر ممكن للمصلحة العامة للجميع ، وتحتاج إلى الحكمة في الإستغباء بوقت معين ، والاستذكاء بوقت آخر. وتأكد نظرية الغباء في المؤسسات ، أن الغباء الوظيفي، في معظم الأحيان وفي كثير من المؤسسات، قائم وتدعمه قرارات إدارية وأعراف وظيفية ثابتة، فإن تكون ماهراً ومتقناً لما تفعله، أمر جيد وضروري، لكن أيضاً عليك أن تتمتع بالمرونة والحذر تجاه أمور منها المطالب الوظيفية والترقيات والمهام والأهداف.  فالعالم الآن أصبح مليئاً بالأغبياء والحمقى الذين يزجون بأنفسهم في أشياء أو مواقف لاتخصهم على الإطلاق ويصنعون منها حدث لأنفسهم ، والخطير جداً  أن هؤلاء الأغبياء يرغبون في السيطرة والحصول على القوة والشهرة ، رغم أنهم لا يعرفون في  الحقيقة ماذا يصنعون بها ! ، لكن رغم ذلك فهم حريصون على تحصيلها لحاجات وأغراض خفية ربما نكون نحن على جهل بها.  خاطرة  نحن نعيش في زمن العجائب ولربما هذا الشخص الذي نصفه من وجهة نظرنا بالغبي يتسلم منصباً أو يدير مشروعاً ضخماً أو لربما يتقلد زمام السلطة ، فنتذكر مواقفنا السابقة معه ونقول في قرار أنفسنا أنظروا أين وصل ذاك الغبي ! ، وأين وصلت أنا ! ، وصار  ذاك الغبي هو أذكى مما تظن.