10 سبتمبر 2025
تسجيلالسارد .. عبر فصول رواية محمد علي عبدالله .. يطرح كل جزئيات العمل تحت عنوان دال على المحتوى . عبر "37" مضمونا يمثل محتوى الرواية . ان هذا العمل لا يمكن تلخيصه .. ذلك ان الاحداث تتلاحق . وهذا الانسان يهرب أو يحاول الهرب من قدره ولكن مع كل خطوة للنجاة . هناك هوة في طريقه .. وإذا كان الحب .. كما يطرح العنوان جزءا من رحلة "فرج" فإن الطيبة والايثار جزءاً آخر . وهو وان حاول الهروب من قدره . إلاّ ان قدره يدفعه للعودة . أما قصة حبه "عويشة" فإنه يذكرنا بتلك القصص في تراثنا العربي . بدءاً "باللون والعبودية كما في قصة عنترة وعبلة.. أو معاناة سحيم ذلك العبد المعروف في الحكايا !! سحيم عبد بني الحسحاس" أو قصص المجنون وليلى .. وصولاً إلى العديد من لواعج الانسان . "فرج" طرح صورة قلمية للانسان المسالم .. الباحث عن رفع المعاناة عن الانسان . منذ ان صرخ ذلك الاسير "نيوكا .. نيوكا" اي الثعبان . في بدء رحلة المعاناة . وصولاً إلى انقاذ "عويشة" وانقاذ الارملة من براثن الشيخ الدجال "شاهين" وانقاذ العشرات في رحلة ممتدة في اجمل سنوات العمر في مدينة اكتسبت مع الاسف اسمها من "الظلم" ومن رجل اسمه ضرار !! . فرج : رواية أخرى تضاف إلى رصيدنا في مجال السرد . واسم آخر لمبدع يضع بصمته بقوة على حكاية من حكايات الماضي .. وعذراً . فهذا انطباع سريع عن عمل ابداعي شدني بقوة لكاتب .. وفنان ومبدع اسمه . محمد علي عبدالله . أهنئ الحراك الابداعي وأهنئ الكاتب .. في قدرته على رسم رحلة .. لنموذج ترك أثراً فينا . كلمة أخيرة: لا شك أن فناناً موهوباً قد خلق ابداعاً في اطار الفن التشكيلي وارتبط بالبحث في التراث الشعبي واعتمد ايضا على ارثه الثقافي . وما اكتسبه من تلك الرحلات إلى مدن مختلفة وبخاصة في منطقة الخليج العربي بلا شك قد امدته بالكثير من المواقف والحكايات . هنا هرمز ، هنا لنجة ، هنا زنجبار ، وهناك العديد من المدن والعديد من حكايات انباء الضاد في اطار الهروب من الجوع ومن ثم الارتماء في احضان غول لا يرحم اسمه البحر حيث يقبعُ حراس القاع من اسماك القرش والدول والموت في ريعان الشباب والاسقام بدءاً ببتر الرجل أو اصابة بالجنون أو فقدان للسمع والبصر. حكايات تكرر منذ أن حاول "الزنج" ذات يوم الهروب من قسوة الحياة إلى رحمة الموت فما زال صراخ الاجداد منذ الخلافة العباسية يملأ الآفاق وإن اختلف الزمان والمكان فالمعاناة واحدة . محمد علي عبدالله: أيها الفنان المثقف، قليلون في هذا الوطن من يمزج بين اللون والظل والنور ويخلق وشائج مع المعرفة . من هنا أشدُ على يديك وأزجي لك التهاني. أمثالك نادرون في وطني ولعل ابرزهم المبدع الكبير سلمان المالك ومحمد علي عبدالله الذي قدم بطاقة التعارف "فرج" حيث يلتقي الابداع بالافكار والمعرفة . "فرج" رحلة حياة ممزوجة بالقهر والظلم وأيضاً بالاحباطات ولكن عبر كوة صغيرة يمسك بتلابيبه فرج كي يعود للحياة نعم إلى وطن الآباء والاجداد فما أحلى الرجوع واقساها بلا حبيبة غابت تحت الثرى وتركت له الألم . "فرج" صورة أخرى من صور المسرح أيضاً عبر "مجاريح" "والبوشيه" وتألق المسرح القطري أتمنى أن يعتلي فرج خشبة المسرح ايضاً مجرد أمنية .