18 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكرى غزو الكويت والدروس المستفادة

06 أغسطس 2019

  دروس لا يمكن إغفالها وعبر لابد من الأخذ بها في هذه الأيام حصار قطر علمنا الكثير من التجارب المشابهة بغزو الكويت مجلس التعاون هو الضحية ويجب العمل على بنائه من جديد وحدة شعب الخليج وقت المحنة صور لنا أجمل ملحمة في التكاتف تمر ذكرى غزو الكويت في الثاني من أغسطس 1990 م أي بعد انقضاء 29 عاما من الخيانة والغدر لدولة الكويت الشقيقة.. هذه الذكرى الأليمة التي تحتوي على العديد من الدروس والعبر التي يجب أن نتعلم منها كي لا نقع في أخطاء الماضي مرة أخرى . ولعل من أبرز الدروس: أن نصبح يقظين بعد هذا اليوم لأي خلافات عارضة بيننا.. وأن نستلهم الدروس المستفادة من أي وقت مضى.. فأن يغدر الجار بجاره ويضم دولة صغيرة إلى حدوده بين عشية وضحاها فهذا يضع بعض علامات الاستفهام التي يجب الوقوف عندها.. لأن الأحداث والمؤامرات السياسية لا تنتهي ..كما وقع مع حصار قطر في 5 يونيو 2017 م فتكرر غدر الجار بجاره وخيانة الصديق لصديقه.. ولكن بسيناريو آخر مشابه لأزمة الخليج الثانية عام 1990 م.. إذا اعتبرنا أن أزمة الخليج الأولى كانت عبر الحرب العراقية الإيرانية المفتعلة التي لم تخلف إلا الخراب والدمار لدول المنطقة دون فائدة !؟. الكويت الغالية: والمتتبع لتاريخ الكويت السياسي قبل الغزو العراقي في تلك الأيام المشؤومة.. سيجد المواطن الخليجي بكل تأكيد بأن الكويت كانت دولة صديقة لكافة دول العالم.. حيث مدت أيديها للحكومات والشعوب وقدمت المساعدات على كافة الأصعدة.. وهو ما جعل سمعتها تتبوأ أعلى المراتب في غضون سنوات قليلة.. بل وغدت في قمة الدول التي تنشد السلام والأمن والأمان للجميع دون استثناء.. ومنذ مجيء سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للسلطة في الكويت وهو يسعى لإنشاد المحبة بين أبناء الخليج الواحد.. فظل وما زال " أمير الإنسانية " بحكمته وحنكته السياسية وأصبح رجل السلام الأول في العالم العربي وهو ما يعرفه كل قاص ودان في مشارق الأرض ومغاربها.  ولهذا: فالكويت تسعى من خلال الأزمات التي تنشب أو تفتعل في منطقة الخليج بين فترة وأخرى بأن تكون الساعد الأيمن لإنهاء أي خلاف عارض لا يعود على الدول والشعوب بأي فائدة تذكر.. بل كانت وما زالت تتمنى - مثلا - أن ينتهي " حصار قطر المفتعل " بأقرب فرصة لأن المستفيد الأول والأخير هم أعداء الوحدة الخليجية لأن الخاسر الأكبر منه هو مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تأسس عام 1981 م لتوحيد الصف والكلمة وصولا للتغلب على كافة التحديات المستعصية التي نواجهها من خلال أزمات خليجية مفتعلة لا طائل من ورائها.. وجريمة غزو الكويت تضررنا منها كثيرا بسبب سوء التقدير في إدارة السياسة . وحدة الرأي بين الكويت وقطر: ومما أفرزته الأحداث خلال العقود الثلاثة الماضية أن قطر والكويت كانتا أكثر توافقا وتلاقيا في الرأي والحكمة وإطلاق المبادرات السياسية الخلاقة لتوحيد الصف الخليجي وإنشاد الوئام لدول المنطقة حفاظا على " منظومة مجلس التعاون الخليجي " التي ما زالت تحتاج إلى جهود الكويت وقطر لإعادة هيبته ومكانته الإقليمية والدولية من جديد. كلمة أخيرة: الوحدة الخليجية باتت هي العامل المشترك لبناء جسر الثقة من جديد بين أبناء دول المنطقة.. فلا داعي لنضيع الفرص السانحة اليوم لتوحيد الصف الخليجي من جديد مهما كانت الصعوبات.. وما يحدق من تبعات لغزو الكويت وحصار قطر يجعلنا أكثر حيطة ويقظة من أي وقت مضى من أجل استعادة وحدتنا التي غيبت بسبب الخلافات المفتعلة والتي نحن في غنى عنها اليوم. [email protected]