20 سبتمبر 2025

تسجيل

حين نتساءل

06 أغسطس 2013

يقول الله - سبحانه وتعالى - في سورة آل عمران: "أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير " هذه الآيات من سورة آل عمران تعرض للحديث عن غزوة أحد التي خاضها الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم ضد المشركين، وبلغت ثمانين آية من هذه السورة يتكلم الله تعالى عن هذه الغزوة التي كان فيها خير البشر رسول صلى الله عليه وسلم قائدًا، وكان فيها الصحابة الكرام خير من اصطفاهم الله لصحبة نبيه كانوا فيها جنودًا أوفياء، مع ذلك كله أصابهم القرح، هزموا فيها بعد أن كانوا قد انتصروا في بدايتها، فلما حدثت الهزيمة في نهايتها تساءل بعض الناس وقالوا: أنّى هذا؟ أي كيف وقع هذا؟ كيف يكون هذا حالنا وفينا رسول الله؟ وفينا خاتم الأنبياء والمرسلين؟ كيف يكون هذا حالنا وفينا الصديقون "أنى هذا" فجاء الجواب من الله: "قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير ". ولئن نزلت هذه الآية في هزيمة وقعت للمسلمين ضمن جولة واحدة من جولات انتصاراتهم الميدانية، فماذا نقول نحن عن هزيمتنا الحضارية؟!! ماذا نقول عن تخلفنا العلمي والتقني؟ أم ماذا نقول عن مظاهر الفقر والجوع المنتشر في كثير من بلادنا الغنية بثرواتها، الفقيرة شعوبها؟ ماذا نقول عن جهلنا وأرقام الأمية المخيفة في كثير من بلادنا؟ ماذا نقول عن ضياع شبابنا؟ وتشتت كثير من أسرنا؟ ماذا وماذا وماذا؟؟ لا شك أن جواب الله للمؤمنين الأول هو جواب لنا «قل هو من عند أنفسكم».