13 سبتمبر 2025

تسجيل

صناعة البطل "1"

06 أغسطس 2012

بعد الانتهاء من أي فعالية رياضية دولية يخرج الينا عبر خريطة الوطن العربي كوكبة من المسؤولين عبر اللقاءات المختلفة في الصحافة العربية ووسائط الميديا الأخرى كالاذاعة والتلفزيون ليشمروا عن ساعد الجد ويصرحوا بأن الوقت قد حان للوصول إلى العالمية كيف؟ لا أحد يعلم، فليس هناك خطة واضحة المعالم إلا في بعض العواصم العربية ولكن مثل هذه التصريحات من أجل الاستهلاك المحلي، الآخرون يعملون في صمت ومن خلال تعدد الروافد ونحن مع الأسف لا نعمل ضمن خطة مدروسة، وفي المشاركات لدينا المبررات للفشل الذريع، بدءاً من أن هناك من يقف ضد الأمة العربية والإسلامية، وأن الحكام لا ينصفون مبدعينا ونتناسى أن جل ارقامنا اقل من المأمول وأن الاستعداد آني، صناعة البطل لا يأتي من فراغ، ذلك أن للبطل مقومات خاصة، لعل أبرز هذه المقومات الإرادة الحديدية، مازلت أتذكر تصريحاً لبطلنا الذهبي طلال منصور عندما حصد الذهب، قال: "إنني عاهدت سيدي صاحب السمو على هذا الانجاز" نعم، الإرادة، القوة، العزيمة، والاصرار وعلى هذا الاطار يحقق البطل انجازه الحضاري، وعندما يتعرض للفشل أو الانتكاسة يبكي حظه العاثر وفشله في رفع علم الوطن، ويستحق من ثم لقب البطل، ذلك أن الشعوب ومنذ اقدم العصور ترنمت باسماء الابطال وحفرت لهم في القلوب وعلى جدران المعابد والسير والملاحم اعظم القصائد، نعم، ترنمت باسماء الأبطال، ذلك أن البطل في أية لعبة فردية أو جماعية ليس نبتاً شيطانياً، يظهر إلى حيز الوجود في لحظة ما، إن للبطولة تبعات يعجز الإنسان العادي أن يحققها، وكما اسلفت عبر التاريخ كان للبطل دوره في ترسيخ العديد من المفاهيم، مازال حتى هذه اللحظة يترنم الاغريق بمسيرة ابطالهم الاسطوريين، ومازال المبدع في الشعر والمسرح والفنون الاخرى مستحضرا سيرة الابطال في الاعمال الادبية، مازال اخل، احاممنون وغيرهما يكون حاضرا ولكن سيظل هرقل الرمز ولا يقتصر الأمر على امة دون أخرى، فما زال البطل الفارسي "رستم" يعيش في الذاكرة الشعبية، واسطورة رستم موازة لاسطورة هرقل وبلاد الاغريق، وهكذا نجد أن البطل سواء في اطار قدرته على تحدي الصعاب أو حصد البطولات والانتصارات للوطن، هو محور الكون، في الادب العربي هناك العديد من الابطال الاسطوريين، كان تأبط شرا والسليك بن السلكة من اشهر العدائين وإن كان الاطار المنتمي إليه كلاهما الصعلكة، إن البطولة لا يعني فقط التحدي، ولكن تحقيق الاحلام للبسطاء من الناس، إن ناصر العطية لم يمارس قدراته العضلية فقط ولكن استعان بكل القدرات وحقق الانجاز. وللحديث بقية