15 سبتمبر 2025
تسجيللكل إنسان هوايته، قد تكون هوايتك القراءة، الكتابة، ارتياد البحر، الصيد، جمع طوابع البريد، جمع العملة النادرة، أنا من هواة السفر، كثيراً سافرت لتنبهر العين بما رأت، كثيرا حملني السفر إلى محطات ممتعة، مناظر خلابة، طبيعة فاتنة، معارض بديعة يصعب وصف مقتنياتها الخرافية، لكن ثمة سفر آخر ممتع يرتحل بك من الزمان والمكان إلى قلب الكلمات الذي يسلمك إلى حالة تأمل، وقد تتأمل زهرة، شجرة، بحراً، وجه مولود، شمساً تشرق أو تغرب لتتمتم بنفس الكلمة (سبحان الله)!! منذ أيام سمعت صديقتي تقول كلمات شدتني إلى تأملها وتتبع مراميها، "احذر أن تكون أعمالك (أعمى لك) وأفعالك (أفعى لك) واحرص أن تكون أقوالك (أقوى لك)! تأملوا الكلمات، تصوروا لو أن اعمالنا كانت (أعمى لنا) فعشت عيوننا المفتوحة لتغدو عاجزة لنرى كل شيء مقلوباً، وكل ما يوافق الفطرة السليمة معلولاً، فالهوى أعدل من الحق، والكذب أكرم من الصدق، وأكل الحقوق شطارة، وظلم الناس قوة، والتسامح ضعفاً، والأدب مع الناس قلة حيلة، تصوروا لو أن كل أعمالنا التي نقوم بها من صباح الديك (من صباح الله خير) وحتى نهجع كلها (أعمى لنا) ولنكون ملكنا البصر بينما غابت عنا البصيرة، ونظرنا فلم نر إلا أهواءنا، و(الأنا) لتصبح فعلاً كل أعمالنا (أعمى لنا)؟ أما الأدهى فان تكون أفعالنا (أفعى لنا) تصور لو أن فعلا ما اتيته كان بمثابة أفعى يلدغك سمها، تصور لو أننا تجاوزنا فأكلنا سحتاً، ولوثنا أيدينا بالرشا، وبطشنا بسلطتنا، واستقوينا بنفوذنا، وتطاولنا على خلق الله (مسندوين) بفلان أو فلتان؟ تصوروا لو اشتغلت كل جوارحنا بالايذاء، أي ايذاء صغر أو كبر لتكون كل أفعالنا (أفعى لنا)؟ بما أن الجزاء سيكون من جنس العمل، وتصوروا لو أننا خاصمنا سواد الظلم، والجور، والتعدي، والتلويث، والنم (والعجز) والضرب في القلب والظهر، والتزوير وملنا إلى مثلث الحق، والخير، والجمال لتكون كل أقوالنا أقول لنا؟ الأمر قطعاً يحتاج مراجعة شاملة خاصة في هذه الأيام من يريد تصحيح شروخ روحه، ولكل حريص على نقاء قلبه، وسلامة سريرته، وصدق نيته، وطهر وجدانه، وابراء نفسه من أدرانها! نحتاج جميعاً لهذه المراجعة فربما عرفنا إن كنا من الانقياء المنحازين للأبيض بكل طهره أم من الاشقياء الذين يستهويهم السواد الكالح ولا يريدون عنه تحويلا، بتأمل أرواحنا يمكن أن نضع الاصبع على مواقع الوسامة وايضا الدمامة، ويا سعد من له قلب يتأمل! * كثيراً ما نسمع من يقول (فلان عنده ضمير) في شهادة لورعه، بينما ترى فئة أن الضمير ذلك الغائب الحاضر يخلعه البعض ويركبه كما يضع ويخلع الباروكه. * لوسامة القلب مشاعر ضافية لا يعرفها إلا من تلقاها. * في المشاعر لا وسط إما أن تحب أو تكره، الرمادي صعب. * هناك فرق كبير بين أن تتصور أنك (أعظم واحد في الدنيا) وبين أن يراك الناس كذلك، شهادتك في نفسك مجروحة، والناس دائما حكم منصف. * طبقات فوق الهمس: * هل سيمضي كثير وقت لنتأكد أنه لا شيء محتقر، ولا شيء حقير، وأن برغياً صغيراً لو تحرك من مكانة بإمكانه إغراق ناقلة عملاقة؟ * بالود، واللسان الدافئ نصل حتما إلى ما لا يمكن أن نصل إليه بالعنف والقوة، هكذا يقول قانون حسن الخلق. * العجز لا يكون بدنيا فقط، هناك عجز أفدح اسمه عجز القلب عن الحب. * البعض يحمل معه أينما توجه ممحاة لمحو ما يتلقاه من أذى البشر، الغريب أن يسمى البعض ممحاة (التسامح) النبيل ضعفاً. * تستطيع أن تكون نقطة مضيئة فوق كوكبنا الشائك المظلم، لا تحتاج إلا لقلب سليم. * الدكتور (بن دعاس) يقول في عيادة الشرق أمس إن الصيام فرصة لتقليل الوزن 5%! واسأل الدكتور لماذا يكذب ميزان البيت ويسجل أننا بعد الصيام زدنا 20%؟ * لا تيأس من الدعوة إذا ما صادفت أحباباً متدابرين، كرر دعوة القلوب الطيبة للقاء انقطع، حتما سيغلبها طيبها وتستجيب. * ما أفسد علاقات، ولا صدم مودات، ولا ضيع محبين إلا نقل الكلام مع بهاراته من القيل والقال. * لا تغضب إذا ما جاءك من يقول لك (أنت مخطئ) زمان كان الناس يهدون تمراً لمن يهدى لهم عيوبهم بل ويدعون لهم. * إذا أردت رأيا محايداً في أمر اسأل صديقا مخلصا يصدقك ولا يجاملك. * أحوال الناس: * بعدما فرضت كيوبوست رسوما على مواقف البريد نخشى أن تكون هذه بداية لمن يقلدونها من المؤسسات الخدمية لتصبح رسوم المواقف هما مضافا لهموم الناس، وبندا جديدا في ميزانيتهم، قد يقول الذين اقترحوا الرسوم انها للتنظيم، ونقول الحقيقة التي نفهمها أن الأمر ظاهره التنظيم وباطنه جني حصيلة محترمة من جيوب الناس، والله المستعان. * مع حرارة الجو التي فاقت كل تصور لابد من العطف على من يعملون باجواء اقل اضرارها ضربة شمس، تحية لائقة بجهد عمال لا يعرفون ترف الراحة ولا الاسترخاء، خلف مكاتب وثيرة، بجو هواء المكيفات البارد. * رسالة لحماية المستهلك: هل لاحظت حماية المستهلك أن المخزون المضروب من ياميش القرنقعوه منتهي الصلاحية وزع على الأطفال!!. * رغم أن شياطين الجن تصفد في رمضان يخرج علينا كل ليلة شياطين الإنس بالمسلسلات والحوارات الرديئة والألفاظ المخلة الدنيئة، والمقابلات الساقطة، والدلع والرقص و"الهجس" ليكون الحفاظ على يوم صوم نظيف ضربا من الخيال. * رمضان يطير.. كيف حال قلوبنا ؟؟