14 سبتمبر 2025

تسجيل

إنها الوشاية

06 يوليو 2023

صفة ذميمة وسلوك رديء، يحمله واشٍ ضعيف النفس، ميّت الضمير، عديم الخُلق، سيئ الفكر، فما أقبح ما يحمله هذا الواشي ومن معه. وأصحاب الفطر السليمة والطبع المستقيم ينفرون ممن يحمل هذه الصفة الممقوتة القبيحة ومن يصدّر هذا القُبح بين الناس في المجتمع. فكم من وشاية ضيّعت حقاً. وكم من وشاية شتت أُسراً. وكم من وشاية صدّعت صداقة. وكم من وشاية قطّعت أرحاماً. وكم من وشاية زعزعت مجتمعاً. وكم من وشاية أخّرت حقاً كان مكتسباً. وكم من وشاية شقّت صفاً. وكم من وشاية أحرقت قلباً. وكم من وشاية فيها من القبح ما فيها. وكم فيها من أعمال مهلكة. وكم جاءت بعداوات!، فعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ألا هل أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ؟ هي النَّميمة القَالَةُ بين النّاس». أي الوشاية ونقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على محمل الإفساد. يا الله، كم صنعت الوشاية من دمار وآثار سيئة، إنها من علامات الخذلان والضياع. وما تصنع بمجتمعٍ هذا حال بعض أفراده، حياتهم فوضى وتفريق وقالة ومصانع سوء. ألا بئس ما يصنعونه!. وصدق القائل: من يُطع الواشين لا يتركوا له صديقاً وإن كان الحبيب المقرّبا ومن روائع النُصح وجميل المعاني ما حملته لنا هذه الأبيات الشعرية: أتتكَ وشايةٌ عني تريثْ قبل أن ترمي إذا لم تسمع مني فما ذنبي وما جُرمي فصارحني ولا تُنصت لواشٍ قائلٍ باسمي تعالَ إليَ واسألني أنا المتحدثْ الرسمي دخل رجل على الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فذكر له عن رجل شيئًا، فقال له عمر: «إن شئت نظرنا في أمرك، فإن كنت كاذبًا فأنت من أهل هذه الآية ((إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا))، وإن كنت صادقًا فأنت من أهل هذه الآية ((هماز مشاء بنميم)). وإن شئت عفونا عنك. فقال: العفو يا أمير المؤمنين، لا أعود إليه أبدًا». ألا ما أجمل ردّ الكبار على ضعاف النفوس التي تحمل الوشاية وزرع الفتن بين الناس. فمن حُسن إسلامك وكمال فهمك أن تترك هذه الصفة المشينة، وأن تتربى على محاسن الأخلاق في مساحات الحياة واقعاً وتأثيراً. «ومضة» وا شوقاه لصنائع المعروف، وقالة الخير، وحملة رايات الإصلاح، هم أهل العز والشرف والمعالي.