16 نوفمبر 2025

تسجيل

التهنئة بالعيد عبر الرسائل النصيّة!

06 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مسار الحياة متسارع والانشغالات اليومية كثيرة، والظروف متغيّرة، والناس في عجلة من أمرهم، ما يجعل التواصل الاجتماعي المباشر بينهم ليس من الأولويات في حياتهم اليومية . الكثير من الناس باتوا يلجأون إلى الرسائل النصيّة (مسجات: SMS عبر الهواتف النقالة بمختلف أشكالها وصورها مع الأصدقاء والمعارف، لتبادل التهاني في المناسبات "أفراح أو تعازي"، وفي المناسبات الدينية كشهر رمضان المبارك، وعيدي الفطر والأضحى، فهل هذا السلوك صحيح، أم هناك خطورة يمكن من خلالها أن يتفتت النسيج الاجتماعي والترابط العائلي؟تتباين الآراء حيال هذا الأمر، بين مؤيد ومعارض، ومدافع ومستنكر، لكن يمكن القول أن هذه الوسائل والتقنيات الحديثة، أصبحت الحل الأسرع لناحية التواصل بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وبالتالي تحوّلت إلى سلوك وثقافة بين الناس.هذه التقنيات، أو ما يسمى وسائط التواصل الاجتماعي، قلبت الحياة الاجتماعية رأسا على عقب، وأدّت بالتالي إلى تغييب مكانة الإنسان الاجتماعية والعاطفية والنفسية مع الآخرين، بخاصة مع الأهل وذوي القربى بما يلغي الشعور بالعلاقات الحميمة التي تربط بين الأهل والأصدقاء والمعارف تحت ذريعة الواقع وظروف الحياة المادية ذات الإيقاع السريع، إلى درجة أنها أصبحت وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة، سيّما أنها غير مكلفة وسريعة وتؤدي الغرض المراد وتمنع الحرج وغيرها من أعذار واهية. هناك آراء لعلماء الدين تفيد بأن هذه الرسائل النصيّة التي أصبحت الشغل الشاغل بين أفراد المجتمع للتهاني والمباركة مع إطلالة كل مناسبة سواء اجتماعية أو عامة أو دينية، لها خطورة على نسيج الأسرة والمجتمع على حد سواء، لأنها تكون خالية من مشاعر الدفء الأسري والتناغم بين أفراد العائلة الواحدة، فالتهنئة المباشرة والمصافحة، كما يرى هؤلاء العلماء، تترك آثارا نفسية إيجابية على شعور ونفسية الوالدين بشكل خاص، وعلى أفراد الأسرة بشكل عام، فالدين الإسلامي حثّ على تبادل التهاني والأعياد شخصيا لتدعيم تعاليم وأواصر الدين بين أبناء الأمة الإسلامية من جهة، ومن جهة أخرى لتقوية الروابط الأسرية وصلة الرحم والقربى.ومن أوجه هذه الظاهرة السلبية أن مستخدمي الرسائل النصيّة عبر هواتفهم، يلجأون إلى إرسال عبارات وجمل التهنئة أو التعزية معلّبة إلكترونيا وجاهزة سلفا، بمعنى أنها خالية من المشاعر الشخصية الدافئة والأحاسيس والعواطف، وعبارات معدومة الروح لأن قوامها كلمات إلكترونية جاهزة كتبها وأعدّها آخرون، ويصعب أن تعبّر حقيقة عما بداخل الفرد من مكنونات، أو أن تعبر عن مشاعره الحقيقية. استخدام الرسائل الهاتفية للتهنئة أو التعزية، أو حتى عبر غيرها من وسائل اتصال ومثلها "الشات" أو المدونات والمواقع الاجتماعية مثل "الفيس بوك" عبر شبكة الإنترنت، يجب ألا يعوّل عليها كثيرا، ويجب أن يكون ضمن حدود المنطق والمعقول، في الظروف الصعبة مثلا، وأضعف الإيمان إذا كان الشخص على سفر فهنا يمكن أن تحلّ الرسالة مكانه. فالخطير هو أن تغيّب هذه الوسائل مكانة الإنسان الاجتماعية والنفسية أيضا، لتحل محلها هذه الظاهرة التي تشكل تهديدا لثقافتنا وتقاليدنا الاجتماعية وعاداتنا الأصيلة، فتبادل الزيارات والذهاب والتهنئة بشكل شخصي مع أفراد العائلة فيها صلة الرحم، ومع الأصدقاء والمعارف وجها لوجه، تعبّر بشكل أفضل عن الألفة والمودة والتقدير خلاصة القول، التواصل باستخدام تقنية الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف النقالة، لن تكون بديلا عن العلاقات العائلية والإنسانية، إذ إن اللجوء إلى مثل هذه الوسائل يصيب أفراد المجتمع بالإحباط والحزن وتولّد لديهم حالة من القلق، وكذلك الشعور بأنهم لا يمثلون قيمة ما يؤدي إلى فتور العلاقات الاجتماعية والعائلية. وإلى الثلاثاء المقبل.