19 سبتمبر 2025

تسجيل

حياة بلا آلام

06 يوليو 2015

لابد أنك يوماً ما وتحت تأثير ضغوطات حياتية معينة، قلت لنفسك أو ظننت بأنك الوحيد على هذا الكوكب الذي يعيش هذا الألم أو الأسى أو القهر أو ما شابه، وتنسى ولو لبرهة من الزمن أن هناك سبعة آلاف مليون إنسان على هذه الأرض، قد يكون ملايين منهم يشعرون بما تشعر في الوقت ذاته، ويتألمون كما تتألم. عليك أنت تعرف أيها القارئ الكريم، وأنت سيد العارفين، بأنه لو كنت فقيراً، فهناك من هم أفقر منك، وإن كنت ضعيفاً فهناك من هم أضعف منك، وإن كنت حزيناً متألماً فاعلم أن هناك الكثير ممن هم يتألمون أكثر منك.. وهكذا.. لكن بالمقابل أيضاً، لابد أن تدرك بأنه لو كنت قوياً وغنياً وسليماً وذا عقل تستخدمه فإن هنالك ودوماً، من هو أقدر وأغنى وأحكم منك.. ما يعني أنه كما يوجد من هو أفضل منك، هناك أيضاً من هو أتعس منك، فهذه هي الحياة، تناقضات وتفاوتات وقدرات، وهكذا البشر بل هكذا هي الحياة. الشاهد من الموضوع أن هناك حقيقة واضحة دائماً نتناساها أو ربما ننساها في زحمة الحياة الدنيا، ملخصها أنك لست الوحيد في هذا العالم أو الحياة الذي يعاني فقط أو يتألم أو يشعر بالظلم أو يمرض أو يتكدر، أو غير ذلك من سلبيات ومآسٍ وقساوة العيش. مثلما أنك شعرت يوماً بهذا، فلابد أن هناك غيرك بالمثل على هذا الكوكب.. أمّا، كم عددهم أو أين هم، وما لونهم وأشكالهم، فهذه كلها ليست مهمة، لكن المهم أنك لست الوحيد في هذا الشأن، فهذه هي المعلومة المهمة التي يجب أن تتفهمها تمام الفهم لكي تطمئن نفسك، وحتى لا تنتظر يوماً أن تكون أو تعيش بلا كدر ولا تعب ولا ألم، فهذا اليوم لن يأتيك بالحياة الدنيا وبكل تأكيد.. فالحل أن تصبر وتتصابر، فإنه كلما صبرت وتصابرت، اشتد إيمانك وقويت إرادتك، وفهمت حقيقة الحياة الدنيا، التي ما هي إلا قنطرة لحياة أخروية هي المطلوبة والمرغوبة، والتي نتمنى كسب خيرها ونعيمها. تلكم هي الحياة الحقيقية التي بكل تأكيد لن تكون فيها أي من تلك التي تعانيها أو عانيتها من ذي قبل.. حياة نعيم خالدة، حيث رضوان من الله على من يعيشها يومئذ.. ولمثل ذلك ندعو، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وإن شهرنا الكريم هذا، من أفضل الأوقات والفرص لتحقيق بعض الخطوات نحو تلك الحياة.. فهل سنتقاعس ونتكاسل وقد قارب الشهر على الرحيل؟.