13 سبتمبر 2025
تسجيلصدمني نبأ رحيل الشاعر والأديب حسن توفيق مثلما صدم كل الزملاء على الساحة الثقافية، ذلك الصديق الذي كان دوما معطاء باسما يدفن أحزانه وآلامه في قصائد، لم تكن العلاقة بينه وبين زملائه علاقة حرف أو قلم، إنما علاقة إنسانية عميقة ممتدة لا تعرف النهايات، عدت فجأة إلى رقمه على هاتفي الجوال وبالتحديد إلى الرسالة الأخيرة التي بعثها لي عندما كنت في أشد أحوالي ألما وحزنا، حيث يندر حينها الأصدقاء وتتكشف المعادن، هو لم يسأل في رسالته عن الحال ولا عن الأخبار، إنما اختصر كل شيء في بيت شعر فكتب لي ((جمال الليل قد ولى ،،، وجاء الصبح بالأحلى)) هكذا كتب لي ذات صباح وكأنه يخبرني بأن الأجمل قادم لا محالة وأنه مهما مررنا بالحزن والألم والضيق سنبقى بانتظار الأجمل الذي يأتي ذات صباح على غير موعد ولكن ذلك الصباح لم يأتِ بالأجمل، فأول ما وقعت عيني عليه ذلك الصباح خبر رحيله على صفحة الجريدة، رحيل الشاعر الذي عودنا على رؤية الجمال والجمال فقط ووعدنا في كل أبياته بالأمل القادم وبالأجمل القادم، تقول إحدى الشاعرات(عندما يموت شاعريتكسر شيء في الكونوردة تنسحب للجفافألف روح محلقة تبكي،ينابيع تتخلى عن مياهها،أم تبكي صغيرها الذي لم يولد،طفلة تنتظر المطر.عندما يموت شاعركلماته تبكي وحيدة من بعده في الطرقاتفي الجرائدوفي قلب حبيبة ربما تكون قد ماتت هي الأخرى.يا للتعاسة التي تتكدس في صفحة شاعركان منذ قليل يضع قصيدته الأخيرة بها.هذه الليلة روحي مليئة بالترابوالدموع والعتمةثمة شاعر ترجلمن حزن الحياةفيما الكون يسهر هذه الليلةقرب الشاعريودعه بالأسىوالذكرياتوالورودوالبكاء العميق)رحل الأستاذ حسن توفيق وترك وراءه نموذجا من العطاء الجميل والعمل الموسوعي المنهجي الشامل الذي لم يكن ليعرف الحدود لو لم يأتِ الرحيل ليكمل قصيدته، فيصبح تجسيداً عملياً لأرقى ما في الإنسانية الجميلة من سحرٍ وتألقٍ وإشعاع.