13 سبتمبر 2025
تسجيلبعد خروجنا من قناة نور الفضائية وتوديع طاقمها المبارك لنا توجهنا إلى مقر الدورة العلمية بجامع الشيخ الأمين حيث كنا على موعد مع طلاب الدورة حيث شرحنا منظومة اللامية المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وسبب اختياري لهذه المنظومة كما سبق وأن أشرت في مقالة سابقة لاشتمالها على مسائل مهمة لطلبة العلم هذه الأيام مثل الكلام عن عقيدة أهل السنة والجماعة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لاسيَّما والأمة تتعرض لمثل هذه الفتن في هذه الأيام ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وبعد أداء تحية المسجد كالمعتاد لكون الدورة معقودة في الجامع شرعنا في الدورة وقد بدأت بأسئلة كما هي عادتي في الدورات التي أقدمها أحاول أن أختبر الطلبة في المعلومات التي قدمتها لهم في الدروس السابقة لوصل السابق باللاحق وترسيخ العلم، ومما لفت نظري قوة الحافظة وسرعة الحفظ لدى الطلبة السودانيين وقد قام أحد الطلبة بتسميع اللامية كلها مما أثار إعجابي واعتزازي بأمثاله من طلبة العلم الشرعي بارك الله فيهم.وما أن أنهيت شرح هذه المنظومة ومع أن أبياتها كانت تشرح مفرقة إلا أنهم حرصوا على جمعها وحفظها كما أشرت آنفاوالدرس الذي أقدمه في هذه الدورة يستمر من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب.وفي اليوم التالي كان الدرس في شرح القواعد الأربع لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب والذي يفند فيه شبهات القبوريين والذين ما زالت لهم صولات وجولات في السودان وينتشرون في الأوساط غير المتعلمة وإن كانت الآن بدأت تتلاشى خاصة في الفترات الأخيرة لانتشار العلم ولله الحمد والمنةوهذه القواعد الأربع ملخصها أن القاعدة الأولى أن كفار قريش كانوا يقرون بالربوبية ومع ذلك لم يجد عنهم شيئا إذ إن من لوازم توحيد الربوبية إفراد الله جل وعلا بالعبادة وهم يكفرون بالرحمن، والقاعدة الثانية وتدور حول شبهة القبوريين إذ يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى واتخذوهم شفعاء، ورد المؤلف عليهم بأن هذه هي الشفاعة المنفية عن غير الله والشفاعة المثبتة عند أهل السنة والجماعة المتضمنة للرضا عن المشفوع له والإذن للشافع أن يشفع من الله سبحانه وتعالى.أما القاعدة الثالثة فهي تدور على رد شبهة تنزيل آيات المشركين في عباد القبور وقد رد الشيخ بأن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عبادتهم منهم من يعبد الأحجار ومنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الصالحين فقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرق بينهم قال تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، وأما القاعدة الرابعة فهي أن مشركي هذا الزمان أشد شركا من الأول لأنهم كانوا يشركون في الرخاء ويخلصون لله في الشدة والدليل قوله تعالى: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون"، أما مشركو هذا الزمان فيشركون في الشدة والرخاء ولا حول ولا قوة إلا بالله.