18 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا بعد حصار صنعاء؟

06 يوليو 2014

بعد أن تمت عملية تشجيع الحوثي على القيام بأعمال الإرهاب وتدمير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم وتهجير الناس من بيوتهم وارتكاب جرائم بحق الإنسانية، والصمت الذي خيَّم على رجال الأحزاب والمسؤولين الحكوميين وظلوا يصدرون التمنيات والمشاعر وكأنهم ليسوا في اليمن. في الحصار الأول خرج الوطنيون ليدافعوا عن صنعاء عندما كانت هناك قوى وطنية واليوم قوى مازالت تحلم بالحصول على محاصصة أو ربما بعضهم يفاوض الحوثي ويسافر إلى طهران سراً لينال الرضا ومباركة إيرانية للحصول على حصة من الحوثي الذي هو واجهة الأحزاب الشيعية الخطيرة التي طالما تم التحذير منها منذ سنوات ولكن هناك آذانا صماء لا تريد أن تسمع شيئاً إلا ما تريده هي وما يخدم أجندتها، قوى كبيرة متنفذة وقوى حزبية لا تريد الحديث عن هذا الموضوع لأن اليمن ليست ذات أهمية لديها وإنما المهم لديها هو حصول الامتيازات ونصيبها من القسمة والتركة التي لم يدعهم علي عبدالله صالح يستمتعون بها،وظل ينغص عليهم في حياتهم فلذلك انشغلوا به وانشغل بهم وتركوا اليمن للحوثي وأنصار الشريعة والحراك الذين تدعمهم جميعاً إيران.ما جرى في عمران ظل وصمة عار في جبين القيادات اليمنية الرسمية والحزبية والدينية والإعلامية والقبلية وغيرها، وللأسف أن أهل اليمن يتجاهلون ويتعاملون على أن حرب عمران هي حرب إيرانية ويريد ساسة وقادة اليمن أن يصوروا أن الحوثيين هم عمالقة وسوبر باور وأنهم قوة تستطيع حصار صنعاء واليمن بل والعالم كله، وربما في جلسة تخزين يضحك القادة اليمنيون والحزبيون على شعبهم المغلوب على أمره والمخدوع والمشغول بلقمة عيشه بأن الحوثي يحاصر بكين ولندن والبرازيل والسويد والهند والمحيطات والبحار وأن قواته وصلت المريخ والزهرة وربما يصدر الجميع بيان لجنة الحوار وبيانات من الحكومة ومن قيادة المشترك والمؤتمر بأن حصار الحوثي لكوكب الزهرة أو عطارد هو كارت أحمر.هذه المهزلة التي لا يمكن أن يصدقها عقل تدل على عظم المسؤولية وهي تذكرنا بسقوط بغداد على يد التتار.لماذا لا تعلن الحكومة اليمنية في حالة حرب مع إيران وتطلب تدخل الدول العربية والإسلامية ودول عدم الانحياز لدعمها، لماذا لا ينظر المسؤولون اليمنيون إلى ما يجري في العراق وسوريا،اليوم الناس نيام والمسؤولون لا يهمهم شيء وحساباتهم وقصورهم في الخارج جاهزة. وسيدفع الثمن أهل صنعاء الذين لم ينسوا مأساة 48 عندما دخل الإمام صنعاء واستباح أهلها، فهؤلاء يلتقون مع زملائهم أنصار الشريعة على استباحة دم وعرض المسلم. ويا ترى علماء اليمن أين هم من هذا؟ هل مازالوا يناقشون قضايا بعيدة تماماً ومشغولين وهل يا ترى ما جرى لأولاد الأحمر لم يعتبر به الآخرون وهل يدرك الجميع أبعاد التصريحات الرسمية بأن صنعاء خط أحمر فإذا استبيحت فهي خط أخضر وأزرق.أتذكر عندما بدأ الخطر الداهم في السبعينيات كنت أحذر من هذا الخطر الداهم، كان البعض يأخذه على سبيل السخرية من مسؤولين ومن قادة الأحزاب وقال أحدهم إننا كنا نسخر من كلامك لأنك تبالغ وقال لي أحد قادة المشترك حالياً وله منصب كبير الآن كلامي عن الخطر الإيراني ورجاله في اليمن نوع من البلبلة وكلام لا يصدقه عقل وظل هذا الشخص يتجاهل بغرور وكِبْر ذلك ويطمس الحقائق وهو لا يجهلها ولكن مصالحه وحبه للسلطة أعماه عن ذلك.المشكلة الكبيرة في بلادنا أن قادة الأحزاب والدولة ورجال القبيلة قد تسببوا في موت وقتل عدد من العسكريين الأبرياء وتركوهم بغير عدة ودعم ليكونوا ضحايا الإجرام والسفاحين من الحوثيين وأسيادهم وأنصار الشريعة والمواطنين الأبرياء ونسفت بيوتهم.لقد هب شعب العراق أمام الظلم والطغيان والطائفية وأما اليمن فلا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا سقطت صنعاء – لا سمح الله – وطبعاً سقوطها سيكون بوجود ابن العلقمي، فالعواصم لا تسقط إلا بابن العلقمي وما أكثرهم في المؤتمر والمشترك والدولة.أعان الله اليمن وشعبه ورحمه من هؤلاء جميعاً يارب رحمتك بالضعفاء.